بعدها تحدث البابا عن موسى الذي خاطبه الله وقال له إنه إله ابراهيم وإسحق ويعقوب. إن اسم الله مرتبط بأسماء الرجال والنساء الذين يرتبطون به وهذه الصلة هي أقوى من الموت. وهذا ينطبق أيضا على علاقة الله معنا، مع كل واحد منا. إنه إلهنا! كما لو أنه يحمل اسمنا! لذا أكد يسوع أن الله “ما كانَ إلهَ أَموات، بل إِلهُ أَحياء”، ولفت الحبر الأعظم بعدها إلى أن يسوع المسيح هو العهد الجديد، إنه الحياة والقيامة لأنه تغلب على الموت من خلال التضحية بذاته على الصليب بدافع المحبة. إن الله يمنحنا الحياة الأبدية بواسطة يسوع، يهبها للجميع، والحياة التي يُعدها لنا الله تتخطى حدود الخيال، لأن الله يذهلنا دائما بمحبته ورحمته. إن الحياة الأبدية تنير حياتنا الأرضية وتهبنا الرجاء! وقد أكد لنا يسوع أن مسيرة حجنا هي مسيرة من الموت إلى الحياة: ملء الحياة! نحن نمشي بمسيرة حج نحو ملء الحياة وهذه الحياة تنير مسيرتنا! إذ يوجد أمامنا إله الأحياء والانتصار التام على الخطيئة والموت. وختاما أكد البابا أن محبة الله أبدية، لا تتغير وليست محدودة!
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي أطلق البابا نداء من أجل ضحايا الإعصار في الفيليبين وقال: أود أن أعرب عن قربي من شعب الفيليبين والمنطقة بأسرها التي ضربها إعصار رهيب أسفر وللأسف عن سقوط عدد كبير من الضحايا، ناهيك عن الأضرار المادية الجسيمة. دعونا نصلي من أجل أخوتنا وأخواتنا هؤلاء ولنوصل إليهم المساعدة الملموسة. كما ذكّر البابا المؤمنين بأن هذا اليوم يصادف ذكرى أعمال العنف التي تعرض لها اليهود ليل التاسع من تشرين الثاني نوفمبر 1938 وشكلت خطوة حزينة باتجاه المحرقة النازية. دعونا نجدد الإعراب عن قربنا وتضامننا مع الشعب اليهودي سائلين الله أن تساعدنا ذكريات الماضي على البقاء يقظين إزاء جميع أشكال الحقد وانعدام التسامح.
هذا وكان البابا قد بعث ببرقية تعزية إلى رئيس جمهورية الفيليبين على أثر الإعصار المدمر. حملت البرقية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان رئيس الأساقفة بيترو بارولين وعبر من خلالها البابا عن تضامنه مع المنكوبين وقربه من الأشخاص الذين يبكون موتاهم ومن فقدوا منازلهم موجعا كلمة تشجيع إلى السلطات المدنية وجميع الأشخاص الملتزمين في عمليات الإغاثة.