التقى البابا فرنسيس يوم السبت 9 تشرين الثاني في قاعة بولس السادس في الفاتيكان أعضاء الجمعية الإيطالية المعنية بنقل المرضى إلى لورد والمزارات المريمية الدولية (أونيتالزي) والذين يقومون هذه الأيام بزيارة حج إلى روما. ألقى البابا كلمة أمام الحاضرين رحب فيها بشكل خاص بالمرضى والعزة والمتطوعين…تحدث البابا عن أعمال الجمعية التي تمارسها منذ أكثر من 100 سنة، ووصف أعمالها (العناية بالمرضى) كإعلان لإنجيل المحبة، وللراحة والعزاء.
أفصح البابا عن أنه يفكر بكل الذين يعملون في هذه الجمعية مشبهًا إياهم بالسامري الصالح فهم لم يحجبوا وجههم عن معاناة الآخرين، وهذا الفعل هو فضيلة، وشجعهم على الاستمرار في هذه الفضيلة. سأل البابا المتطوعين ألا تثبط عزيمتهم أمام التعب، ونصحهم بالاستمرار بمساعدة الجميع بابتسامة ومحبة، لكي يعاين كل مريض وجه يسوع في وجوههم، وهو بدورهم سيرون جسد يسوع في جسد كل مريض.
هذا وأشار الحبر الأعظم إلى أن السياق الثقافي والاجتماعي الحالي يسعى إلى إخفاء هشاشة الإنسان الجسدية ويعتبرها مجرد مشكلة مدعاة للشفقة، ومن هذا المنطلق لا بد أن تتصدى “أونيتالزي” لثقافة الإقصاء والتهميش في المجتمع لتشجيع المسيحيين المرضى على الانخراط في حياة الجماعات المسيحية، مع إعطاء أهمية معينة لحضور الأشخاص الذين يعانون والاستفادة من الشهادة القيمة التي يقدمونها.
في الختام، توجه البابا فرنسيس إلى المرضى ودعاهم إلى عدم الشعور بأنهم مدعاة للشفقة فقال لهم: “لا بد أن تشعروا أنكم جزء أساسي من رسالة الكنيسة وحياتها. لديكم مكانتكم في الرعية وكل البيئات الكنسية”. وأكد فرنسيس في الختام أن أقوى وأكبر خبرة تعيشها هذه الجمعية، على مدار السنة، تكمن في رحلات الحج إلى المزارات المريمية، لاسيما إلى مزار لورد، كذلك حث الحاضرين على الاقتداء بأمومة العذراء التي تعتني بكل واحد منا وتعرف جيدا ما نريد. وختم كلمته مانحا الكل بركاته الرسولية.