البابا فرنسيس: "ارتموا بين يديّ الرب"

في عظته الصباحية في دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“لنسلّم ذواتنا إلى الرب تمامًا مثل ما يرتمي الولد بين يديّ أبيه”. هذا ما أعلن عنه البابا فرنسيس في عظته الصباحية في دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ الربّ لا يتخلّى عنّا أبدًا حتى لو نحن قمنا بذلك فهو لا يصفع بيديه بل يعانقنا. ركّز البابا فرنسيس في عظته اليوم على القراءة الأولى من سفر الحكمة الذي يذكّرنا بخلقنا (2: 23 – 24؛ 3: 1 – 9): “إنّ الله خلق الإنسان خالدًا وصنعه على صورة ذاته، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم”. وقال بإنّ حسد إبليس قد أنشأ الحرب “هذا الطريق الذي يؤدّي بنا إلى الموت”.

وأشار البابا إلى أنّ: “كلّ واحد منا يقوم بمسيرته على الأرض ولكن من الأفضل أن نكون سائرين بيد الله منذ البداية. إنّ الكتاب المقدس يخبرنا عن الخلق مستعينًا بكلمات جميلة تصف الله: فبيديه جبلنا من التراب على صورته ومثاله. إننا من خلق يديّ الله وهو فنان حرفي، أليس كذلك؟ كفنان حرفي قام بصنعنا. إنهما يدا الرب… إنهما يدا الله ولم يتمّ التخلّي عنا أبدًا”.

ثمّ أضاف: “إنهما اليدان اللّتان ترافقاننا في مسيرة الحياة. إنّ أبانا هو كأي أب يتعامل مع ابنه، يعلّمه المشي ويعلّمنا كيف نسير في حياتنا في كلّ الظروف. إنهما يدا الله اللتان تعانقاننا في وقت الضيق وتمنحاننا المغفرة في الكثير من الأحيان”. ثمّ أشار إلى أنّ يديّ يسوع المجروحتين هما نفسهما يدا الله المملوءتان من المحبة! “وهذا ما يريح قلبنا. فنحن غالبًا ما نسمع الناس يقولون: نحن لا نعلم بمن يجب أن نثق؟ أنا أوكل نفسي إلى يديّ الله!”

وأضاف البابا فرنسيس بأنّ يديّ الله هما المكان الأكثر أمانًا بما أنّ أبانا يحبّنا وأوضح بأنّ يديّ الله تشفياننا من أمراضنا الروحية: “نحن بين يديّ يسوع عندما لمس المرضى وشفاهم… إنهما يدا الله اللتان تشفياننا. أنا لا أتخيّل الله يصفعنا بيديه! أبدًا! بل على العكس يعانقنا لأنه هو الأب. “إنّ نفوس الصالحين هي بيد الله فلا يمسّها العذاب. إفتكروا في يديّ الله هو من صنعنا كفنان حرفي ومنحنا الحياة الأبدية من خلال يديه المجروحتين ويرافقنا في درب حياتنا”. واختتم عظته قائلاً: “لنسلّم ذواتنا إلى يديّ الله تمامًا مثل ما يرتمي الولد بين يديّ أبيه”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير