فضائل إلهية ..

لا يمكنُ أن نمزجَ بين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأمل = الرجاء

الميل = المحبّة

العقيدة = الإيمان

الإيمان والرجاء والمحبّة ، ثلاثة فضائل إلهيّة ، مكتفية بذاتها لا يمكنُ أن نضعَ أمامها ” كضدّ ” هذه الآمور أعلاه ؛ فاليأسُ والقنـــوط ضـــدّ الأمـــل وليسَ ضــــــــــدّ الرجاء

والبغض والكراهيّة ضدّ الميل والإعجاب وليس ضدّ المحبّة

والملحدُ والمُعترض ضدّ صاحب العقيدة وليسَ ضدّ الإيمان

فكما لا يمكننا أن نضعّ الشرّ كندّ وضدّ للخير .. أي لا يمكنُ أن نضعَ الشيطان كضدّ لله ، الذي هو الخير المطلق والخير الأسمى والكائن المكتفي بذاته … لا ضدّ لله ولا للخير ولا للرجاء ولا للمحبة و لا للإيمان .. لإن هذه حقائق إلهيّة قائمةٌ بذاتها زائدة عن اللزوم ..

فالمحبّة أقوى من الميل والإعجاب ، لإن صاحب الميل والمعجب الولهان ، لا يقدرُ أن يمارس الغفران والرحمة الذي تمارسه المحبّة الحقيقية ، ولا يقبلُ صاحب الميل والإعجاب سرّ الإختلاف بينما تقبلُ به المحبّة

والإيمانُ ، هو علاقةٌ بين أنا + الآخر : أي علاقة شخص مع شخص … لا شخص مع عقيدة أو نظريّة ، فالإيمان ليس نظريّة أو موضوع ، بل هو علاقة مع الآخر .. مع الوجه الحقيقيّ لله ..

أما الرجاء ، فهو خفيٌّ لا يظهرُ على سطح العلاقة ، بل هو من عطايا الروح القدس ، إنه الحسّ البعيد ، وكشفي للسرّ والتدبير الإلهيّ والمشروع المدهش الذي أراده الله الآب في كشفهِ في العهد القديم بواسطة الآباء والأنبياء ، وأخيرًا ، في العهد الجديد وفي الأيام الأخيرة ، بواسطة ” الإبن – الكلمة الحيّة .. ” الرجاء هو أن أضعَ حياتي في هذا القادم نحوي من الأبديّة ليجعلَ من حاضريّ : الحاضر الأبديّ …! الرجاءُ لا يشبه ولا يساوي الأمل أبدًا .. الأمل أو التفاؤل هو أمرٌ بشريّ بحت ، لا يمكن تشبيهه بالرجاء الحقيقيّ بالله . الذي نؤمن بإنه سيجعل كلّ شيء جديد : سماوات جديدة وأرض جديدة ..

المؤمن الحقيقيّ الذي يرجو ويحبّ .. هو من يعي ، أن هناكَ شيء سيحصل في العالم …! فالملحد هو ضدّ صاحب العقيدة والنظريّات فقط ، لا ضدّ الإيمان = المؤمن .. المؤمن يعرف أن الذي يحبّه حقّ … والملحد يحارب النظرية لا الإيمان والعلاقة ..

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير