ركز البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا على روح الفضول التي تبعدنا عن روح الحكمة وروح السلام. تمحورت عظة البابا حول القراءة الأولى من سفر الحكمة حول “الحالة الروحية للرجل والمرأة” أي للمسيحي الحقيقي، الذي يعيش بحسب حكمة الروح القدس، وهذه الحكمة تقوده الى الأمام نحو هذا الروح القدوس الفريد، والمتعدد والخفي.
وأضاف البابا: “يجب التقدم في الحياة متسلحين بهذا الروح، روح الله، الذي يساعدنا على اتخاذ القرارت بحسب قلب الله، ويمنحا السلام دائمًا، وروح الأخوة. والقداسة ليست إلا ذلك. كل رجل وامرأة يسيران بحضور الله يكونان حكيمين لأنهما يسيران بإلهام الله.”
شرح البابا ما جاء في الإنجيل قائلا أننا نصادف روحًا معاكسة لروح حكمة الله وهي روح الفضول، أي حين نود أن نعرف كل شيء عن مشاريع الله ونمسك بأيدينا المستقبل كحين سأل الفريسيون يسوع: “مَتى يَأتي مَلكوتُ الله؟” فوصفهم البابا بالفضوليين لأنهم أرادوا معرفة اليوم والساعة. “روح الفضول يقودنا بعيدا عن روح الحكمة، لأنه لا يهتم إلا في التفاصيل، والأخبار، والأخبار الصغيرة كل يوم. أو كيف ستفعل ذلك؟ هو روح “الكيف؟”! وروح الفضول ليس الروح الطيبة بل هو روح التشتت، والبعد عن الله. ويسوع أيضا يقول لنا : “روح الفضول، التي هي دنيوية، تقودنا إلى الارتباك”.
تابع الحبر الأعظم قائلا: “يدفعنا الفضول إلى الشعور بأن الرب هو هنا أو هناك، فنقول: “ولكن أنا أعرف الشخص الذي تتراءى له العذراء ويتلقى رسائل منها.” وأردف: “العذراء أم وتحبنا ولكنها ليست بمكتب بريد لتبعث لنا رسالة يوميا! هذه الابتكارات تقودنا بعيدا عن الإنجيل، بعيدا عن السلام والحكمة، ومجد الله، وجماله.” فيسوع قد قال:” ملكوت الله هو بينكم”، وهو “عمل الروح القدس الذي يعطينا الحكمة ويعطينا السلام.”
ختم البابا مذكرا: “ملكوت الله هو بيننا: فلندع الروح يقودنا إلى الأمام، مع الحكمة التي هي نسيم لطيف. هذا هو روح ملكوت الله الذي يتحدث عنه يسوع.”