البابا فرنسيس ظاهرة لا تتكرّر!

جون ماك كارثي يتحدّث عن المؤتمر الذي دار حول مسألة الاتجار بالإنسان في الفاتيكان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تحدّث جون ماك كارثي سفير أستراليا لدى الكرسي الرسولي عن إعجابه الشديد بمواقف البابا فرنسيس الذي ولا شكّ في أّنه أثّر جدًا في تغيير الكنيسة، تغييرات جذرية شهدها الفاتيكان في الأشهر الماضية. بالنسبة إليه، إنّ البابا فرنسيس هو إصلاحي حقيقي بقلب وروح يؤثّران بحق في كلّ الناس.

وبحسب جون ماك كارثي فإنّ فرصة قد أتيحت له للمشاركة في مؤتمر دار حول ظاهرة الاتجار بالإنسان وقد أوعز البابا فرنسيس إلى جميع الأساقفة بالتوصل إلى خطة للتخفيف من حدّة هذه الظاهرة أو إيقافها كليًا إذ إنّ الاحصاءات أصبحت مخيفة جدًا وهي على ازدياد. 27 مليون شخص على الأقل يقعون تحت وطأة الاتجار والتعنيف والترهيب إن في المصانع او في بيوت الدعارة أو المزارع أو قوارب الصيد أو حتى في المنازل الخاصة.

إنّ كلّ بلد وكلّ إنسان هو متورط بطريقة أو بأخرى في هذه الظاهرة فنجد الكثير من الناس من يجبرون على العمل لقاء أجر زهيد أو تحت ظروف ترهيبية رخيصة. إنّ الملفت في الأمر أنّ البابا فرنسيس يبحث عن الحلول بطريقة مذهلة فهو يحاول أن ينخرط في المشكلة وينزل إلى أرض الواقع حيث الفقراء والمهمّشين والمظلومين، هو من قال يومًا: “لا يمكنك أن تعرف يسوع عندما تكون في الصفوف الأمامية”.

عندما أصيبت لامبيدوزا بالحادثة التي كلنا بتنا نعرفها، هرع البابا فرنسيس مباشرة إلى مكان وقوع الكارثة لتفقّد أبنائه ومدّهم بالعون وبالصبر. وهذا واحد من بين الأمثال الكثيرة التي عبّر فيها البابا بالأفعال عن اهتمامه بالفقراء والمضطهدين.

لا شكّ في أنّ هذا التغيير يشكّل صدمة كبيرة بأن نرى البابا الأبيض لا يجلس على عرشه بل على كرسي خشبي أبيض بسيط ويتنقّل بسيارة متواضعة. هو من رفض أن يسكن في الشقة البابوية الفخمة بل فضّل أن يعيش مثل سائر الناس وأن يطبخ أكله بمفرده من دون أي تكليف أو فخامة. كيف لنا ألاّ نحبّ بابا متواضع إلى هذا الحد، لا ينفكّ يمرح ويحادث الجميع. لا بدّ من أن نتشبّه بإنسان يملك الشجاعة ليفرّق الخطأ من الصواب على أمل أن نبدأ بتغيير أنفسنا وهكذا تتوقّف ظاهرة الاتجار بالإنسان وكلّ الظاهرات التي تسيء إلى كرامة الإنسان. يعيش البابا فرنسيس! يعيش!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير