حثّ الكرسي الرسولي “بعدم القيام بأي جهد من أجل تسهيل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين” ما لم تصبح الدولتان “قابلتين للحياة ومستقرّتين” أي “دولتان مستقلّتان وآمنتان من أجل الشعوب”. كما طالب أيضًا بإتاحة “الولوج الدائم والعادل والحر إلى الأراضي المقدسة أمام كلّ المؤمنين من كلّ الأديان والجنسيات” في القدس.
تحدّث المونسنيور شوليكات المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة الثامنة والستين حول “أعمال الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل اللاجئين من فلسطين في الشرق الأدنى” (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين) في تشرين الثاني الجاري.
وذكّر بأنّ الكنيسة الكاثوليكية “تتشارك الوقائع المرّة نفسها” التي تعيشها الأونروا “عاملة مع الجهات المانحة أمثال المملكة المتحدة وألمانيا واليابان وإسبانيا وهولندا وإيرلندا وغيرها من البلدان الأخرى. إنّ الكرسي الرسولي يؤمّن التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية للسكان بالإضافة إلى مراكز إعادة التأهيل من أجل الأشخاص المجروحين نتيجة الصراعات”.
وشدّد شوليكات بأنّ كلّ ذلك يتوفّر “بحسب الحاجات وليس وفق المعتقدات إلى كلّ ضحايا الخلل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة”. وتابع: “إنّ انشغالات الكرسي الرسولي تذهب إلى أبعد من هذه الخدمات الأساسية” مستنكرًا “الانخفاض المستمرّ لوجود الجماعات المسيحية التقليدية في قلب المسيحية بذاتها”. إنّ التكاليف المادية من أجل تأمين الخدمات للاجئين “من دون مأوى أو مسكن أو حماية” تشكّل “معضلة تتفاقم يومًا بعد يوم” في حين تتخبّط البلدان المانحة “بديونها وبالنسب المرتفعة من البطالة”.
في هذا السياق، يرحّب الكرسي الرسولي بإعادة إحلال عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما أنّ السلام “ينشىء إمكانيات من أجل الاستثمار الاقتصادي أفضل من زيادة التكاليف على البلدان المانحة والوكالات الإنسانية”.
حثّ المونسنيور شوليكات “إلى عدم القيام بأي جهد من أجل تسهيل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين” بهدف “الحصول من خلال التفاوض والتنازل المنطقي على دولتين قابلتين للعيش ومستقرّتين” أي “دولتان مستقلّتان وآمنتان من أجل الشعوب”.
كما يدعو المونسنيور شوليكات إلى سماع “صرخات الإنسانية التي تطلقها هذه الشعوب اللاجئة” وتمنّى “أن يحلّ السلام مكان العنف والحرب” من دون “فقدان الأمل أبدًا بأنّ السلام سيولد في هذه الأرض المقدسة بالنسبة إلى الجميع”.
تأمّل رئيس الأساقفة أخيرًا بأن يجلب مؤتمر السلام حول سوريا الذي سينعقد في جنيف “تخفيفًا من معاناة الشعوب اللاجئة الفلسطينية”.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.