بقلم جوزف محمود
صرّح بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو في خطاب له يوم الاثنين 18 تشرين الثاني 2013 أمام البرلمان العراقي ولمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان بحسب ما نقلته وكالة آسيا نيوز بأنّ الواقع العراقي لا يزال مصدر “قلق” وقد تدهوّرت الأوضاع الأمنية في الأشهر الأخيرة. وتابع بأنّ الانقسامات الطائفية باتت أكثر جهارة في حين تغذّي القوى “الإقليمية والدولية” الانقسامات المتزايدة داخل البلاد.
إنّ مداخلة البطريرك كانت فرصة من أجل تبادل الأفكار بين مختلف الأطراف في الأمة المستوحاة من عنوان: “الأقليات في العراق: واقع وطموح”.
لم يفشل بطريرك الكلدان من التأكيد على نمو “التطرّف الديني” الذي يؤثّر بشكل خاص في المسيحيين واليزديين والسابي (وهي أقلية تمركزت في شمال العراق). إنّ الهجمات تؤدّي إلى الهجرة التي لطالما وقف البطريرك ضدها منذ أن كان رئيس أساقفة كركوك ولكنّ بعض السفارات الأجنبية لا تسعفه في ذلك. وأشار إلى أنّ هذه الظاهرة ستفقر الأمة شيئًا فشيئًا.
وبوصفه للوضع الحالي، اتهم بطريرك الكلدان “ثقافة الأقلية والأكثرية” وصنّفها بالثقافة غير الناجحة بما أنّها مصطلح سياسي يحمل أبعادًا بالتهميش والإقصاء على حساب المواطنة المتساوية وبالأخص حقوق الأقليات”. وسيقوم البطريرك بالتطرّق إلى هذا الموضوع في الجلسة العامة المقبلة للكنائس الشرقية في روما في الأيام المقبلة.
وأشار في المقام الأول إلى دور القادة الروحيين “الفريد والذي لا يعوّض بشيء” من أجل “توحيد الشعب”. وحذّر البطريرك بأنّ على المجموعات المختلفة “أن تعمل معًا من أجل تعزيز ثقافة الحوار والسلام بطريقة ملموسة” مركّزة على “الاعتراف المتبادل”.
كذلك قال المونسنيور ساكو بإنّ العاملين الإداريين والحكوميين الذين يحتاجون للتوحيد والعمل معًا “أن يؤمّنوا الأمان والحرية للمواطنين والمجموعات العرقية المختلفة”. كما عليهم أيضًا أن يضمنوا “المصالحة والتماسك الإجتماعي” بين كلّ النفوس. وحذّر البطريرك من أنّ “ثقافة السلام” هي نتيجة “الاهتمام المتبادل” بين الناس و”الحوار والثقة”. دعا الجميع لتحمّل مسؤولياتهم عبر “بناء الجسور عوض الجدران” واعتماد “حوار متوازن منفتح إلى الجميع وجاهز من أجل حلّ المشاكل” حتى تشعر كلّ النفوس في العراق “بأنّهم ينتمون إلى عائلة واحدة”.