مقابلة مع الرجل المصاب بتليف الأعصاب الذي التقى بالبابا

“وما أثر فيّ أكثر من كل شيء أنه لم يفكر مطولاً قبل أن عانقني”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

رأينا جميعنا وتأثرنا بصورة البابا فرنسيس الذي يعانق بعطف وقوة الرجل المصاب بداء التليف العصبي النادر وقد التقت به مجلة بيلد الألمانية لحصد ثمار خبرته والتعرف عليه.

اسم الرجل فينيتشو ريفا وهو يبلغ من العمر 53 سنة. وقد صرح للمجلة قائلاً: “أولاً قمت بتقبيل يده، وفي ذلك الوقت قام هو بمعاتقني بلطف وعطف. ثم جذبني نحوه وشدني وقبلني على وجهي. فوجدتني ورأسي صوب صدره، وذراعاه تغمرانني. وكان يشدني إليه وكأنه لم يعد يريد أن يفارقني. لقد حاولت أن أقول له شيئًا، لكني لم أستطع: فقد كان الزخم العاطفي قويًا جدًا”.

وأضاف: “دام ذلك العناق أكثر من الدقيقة بقليل، ولكنه بدا لي وكأنه أبدية. وبعد ذلك، التفت نحو عمتي وقلت لها: ’أعتقد أن قلبي سيتوقف عن النبض هنا‘!

فينيتشو رجل خجول جدًا، وقد خضع منذ بضعة أيام لعملية جراحية على الأوتار الصوتية، ولكن رغم خفوت صوته، يُسمع عاليًا صوت العاطفة والتأثير اللذين ينتاباته عندما يذكر ما حدث له في ساحة القديس بطرس.

المرض الذي يعاني منه هو مرض نادر جدًا ويعرف باسم داء فون ركلينغهاوسن. وهي داء تليف عصبي من النوع الأول يولد تورمات مؤلمة جدًا. تغطي هذه التورمات كل رأسه ووجه ما عدا خده الأيسر. وقد فقدت بشرة فينيتشو المرونة فباتت خشنة وتنزف بسهولة مولدة آلامًا مبرحة له. تسبب هذه التورمات حكاكًا قويًا جدًا، ويستيقظ فينيتشو كل يوم وثيابه مضرجة بالدماء. وقد صرح لبيلد: “قالوا لي أن سأموت نحو عمر الثلاثين، ولكني ما زلت ههنا!”.

بالعودة إلى المقابلة، يعترف فينيتشو: “يدا البابا ناعمة وجميلة وابتسامته صافية ومنفتحة. وما أثر فيّ أكثر من كل شيء أنه لم يفكر مطولاً قبل أن عانقني. مرضي ليس معديًا، ولكنه لم يكن يعرف ذلك. عانقني دون حسابات… لقد شعرت بحبٍ صافٍ”.

هذا وتعتني بفينيتشو عمة لها من العمر 68 وتخبر أنه عندما بدأ المرض في سن المراهقة، كانت تأخذه إلى المستوصف، وكان بعض الأشخاص عندما يرونه يهربون مرعوبين، وكانت هي حينها تأخذه وتعانقه بحرارة”.

ويُخبر الرجل عن الألم الذي سببه له العديد من الأشخاص في حياته ويذكر خبرة في الباص حيث صعد مرة فصرخ بوجهه شخص قائلًا: “إذهب من هنا بعيدًا عني، فشكلك يرعبني ولا أريد أن أراك”. والأمر المؤسف أكثر هو أن أحدًا لم يفتح فاه ليدافع عني، ولا حتى السائق”.

أما فكرة الذهاب إلى لقاء البابا فكانت للمتطوعة “بيانكا” التي تعتني بفينيتشو، والتي تنتمي لمؤسسة أونيتالسي الكاثوليكية.

ويعيش فينيتشو في دار للعجزة في فيتشنزا حيث يقوم بأعمال خدمة لمدة ثلاث ساعات في اليوم.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير