فرنسوا هولاند، الذي استقبل كصديق في إسرائيل، سيقوم بزيارة المناطق الفلسطينية يوم الاثنين هذا حيث يحاول التأثير على مسيرة السلام الإسرائيلية الفلسطينية الهشة قبل أن يلقي بكلمته أمام الكنيست، أي البرلمان الإسرائيلي. وكان رئيس الجمهورية الفرنسية قد قابل صباح هذا اليوم رؤساء الأديان المسيحية في القدس.
استهل فرانسوا هولاند يومه الثاني في الأرض المقدسة بمقابلة مع أصحاب المقام المسيحيين (الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس) في كنيسة القديسة حنة الصليبية، والتي يتولاها الرهبان البيض في البلدة القديمة. وجه رئيس الجمهورية الفرنسي “رسالة سلام حيث أن السلام يفترض احترام جميع الحقوق، حقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي” وكرر مشددا على أن “القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين، في حالة اختتام المحادثات وفي حالة التوصل إلى اتفاق سلام”.
من بين رؤساء الكنائس المسيحية، اخذ البطريرك اللاتيني في القدس الكلمة الأولى عقب خطاب فرنسوا هولاند المقتضب، ليذكر بأنه من الضروري أن تحافظ القدس على هويتها ولا سيما المسيحية وأن الوصول إلى الأماكن المقدسة يجب أن يكون مرعيا للمسيحيين.
شكر المونسنيور فؤاد طوال الرئيس “لتلطفه بمقابلتنا والاستماع إلينا” موضحا أن “السياسيين الآخرين يحضرون إلى القدس دون الاكتراث بوجود المسيحيين وبوجود رؤساء الأديان فيها.” وأوضح البطريرك أن “رؤساء الأديان ليسوا من سيصنع السلام غير أن السياسيين لا يتمكنون من صنع السلام في غياب رؤساء الأديان، وبغياب البعد الروحي.”
وطلب غبطة البطريرك إلى رئيس الجمهورية الفرنسية أن يساعد المؤسسات المسيحية على الاستمرار في العيش في الأرض المقدسة وأن يستخدم “صداقته مع إسرائيل للمزيد من السلام والعدالة.” وفي الختام، شدد البطريرك أيضا على أنه فيما لو كانت فرنسا تستثمر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فقط 10 أو 5 بالمائة من الغيرة المستخدمة حاليا من أجل تبديل الأوضاع في سوريا، عندها نتمكن من أن نأمل في الوصول إلى حل دائم.
صرح الرئيس الفرنسي يوم أمس في القدس أنه يتوقع “مبادرات” من إسرائيل في موضوع الاستيطان في المناطق المحتلة لتساهم في مسيرة السلام. “مبادرات من الناحية الإسرائيلية بدت في الأفق مثل إطلاق سراح المعتقلين (الفلسطينيين)” لكن “مبادرات أخرى تنتظر، وبشكل خاص فيما يتعلق بموضوع الاستيطان”، هذا ما أصر عليه أمام الصحافة وهو يقف بجانب نظيره شمعون بيرس. وأشار فرنسوا هولاند إلى أنه سيثير اليوم في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس “المبادرات التي يتوقعها “من الجانب الفلسطيني”.