–
المحبّة أقوى من الموت …
من يُحبّ، يحيا ويستمرّ في الآخر ولا يقبل الموتْ … فهو في ذاكرة الله الأبديّة مطبوعٌ فيه.
المحبّة لا تقبل الإنغلاق داخل قوقعة حياتي .. هي إنفتاحٌ وعطاء وتبادل وإقتسام .. هي سرّ الوحدة الحقيقيّة التي يريدها يسوع منّا – أن نتوحّد في المحبّة لانّ المحبّة توحّدنا مع ذواتنا ومع الآخرين ومع الكون ومع الله .. من يحبّ، يتخلّى ويبذل ويعطي ذاته ، فلا يُبقي ذاتهُ عُرضة لأيّ مصالح نفعيّة وتنافسيّة، والله عطاءٌ فائق الوصف، لانّ ذاته هي عطاءٌ لا ينضب للآخر المختلف عنهُ (علاقة غيريّة) .. فسرّ المحبّة هي لتوحيدنا من كل التشرذمات التي تعصف حياتنا .. ويسوع المسيح، الإنسان الوحيد الذي دخل إلى سرّ وحدتنا ووحشتنا وعالجها .. فهو المحبّة المعطاءة فوق الصليب (الحبّ الأقصى) .. لهذا يقول أحدهم: ” الحربةُ التي ضرب بها قائد المئة جسد يسوع، خرقت حتى قلب الله..”. المحبّة أقوى من الموت، وهذا موجود حتى في الأساطير السومريّة، يأخذني الفكر بعيدًا إلى قبل التاريخ الميلادي، إلى حضارة السومريين وأسطورة كلكامش . فلقد كانَ كلكامش يحبّ صديقه انكيدو حدّ الجنون، وبعد أن أخبروه أن أنكيدو صديقه ماتَ وإنتنّ جسده وخرج الدود من فمهِ، قال لهم كلكامش: لا، لم يمتْ، إنه حيّ، أنا أحبّهُ ..!