البابا: إذا افتقرنا للعطش إلى الله الحي، يوشك الإيمان أن يصبح عادة، وقد تنطفئ شعلته

في كلمته إلى الشبان والشابات الذين يتابعون دورات في التعليم المسيحي قبل نوال سر العماد

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تحدث البابا يوم السبت 23 تشرين الثاني الى الشبان والشابات الذين يتابعون دورات في التعليم المسيحي قبل نوال سر العماد الذين أتوا من 47 بلدا من القارات الخمس، وفي كلمته قال البابا فرنسيس أنه يرى هؤلاء الشبان مجتمعين وهم يمثلون أشخاصًا كثر آخرين يؤدون الأمر عينه في مناطق أخرى من العالم، وجميعهم متصلين روحيًّا: “لقد أتيتم من بلدان مختلفة، ومن تقاليد وعادات مختلفة، ولكن نشعر الآن أن ثمة أشياء كثيرة تجمعنا، ومنها بشكل خاص: الرغبة بالله، كما يقول صاحب المزامير: “”كما يشتاق الأيل إلى مجاري المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله”. (مزمور 42، 2-3).

وتابع البابا  يقول أنه من المهم أن يتم الحفاظ على هذه الرغبة، الرغبة في لقاء الرب واختبار محبته ورحمته! إذا افتقرنا للعطش إلى الله الحي، يوشك الإيمان أن يصبح عادة، وقد  تنطفئ شعلته، ويفقد كل معنى له. تطرق البابا إلى إنجيل يوحنا الذي يخبرنا بأن المعمدان يشير الى يسوع كحمل الله، لكن اثنين من تلاميذه قررا أن يتبعا المعلم، وأصبحا بدورهما “وسيطين” سمحا لأشخاص آخرين بأن يلتقوا بالرب ويتعرفوا عليه ويتبعوه.

سلط الحبر الأعظم الضوء على ثلاث مراحل مهمة في هذا النص: أولا، الإصغاء، فقد أصغى التلميذان الى شهادة المعمدان وتوجه الى الشبان الحاضرين قائلا: “أنتم أيضًا اصغيتم الى الذين حدثوكم عن يسوع واقترحوا عليكم أن تتبعوه، وتصبحوا تلاميذه.” أما المرحلة الثانية فهي اللقاء، “فقد التقى التلميذان بالمعلم ومكثا معه ثم وبعد أن التقياه شعرا على الفور بشيء جديد في قلبيهما: الحاجة إلى نقل فرحهما للآخرين. فقد التقى أندراوس بأخيه سمعان وقاده إلى يسوع.” وأضاف: “كم من الجميل أن نتأمل بهذه اللحظة! فهي تذكرنا بأن الله لم يخلقنا لنبقى وحيدين، ومنغلقين على ذواتنا، بل كي نتمكن من لقائه والانفتاح على اللقاء مع الآخرين. الله هو الذي يأتي للقائنا! يا للروعة! هو من يأتي للقائنا!”

ذكّر فرنسيس أن الله في الكتاب المقدس يأخذ دائما المبادرة للقاء الإنسان، هو الذي يبجث عنه في حين أن الإنسان يفر منه. الله باحث صبور، هو أب لنا! يسبقنا وينتظرنا دائما! هو لا يمل من انتظارنا، ولا يبتعد عنا، وحين يحدث اللقاء، لا يكون متسرعًا لأن الله يرغب بأن يقضي وقتًا طويلا معنا ليدعمنا ويواسينا…بقدر ما نتعطش اليه هو يرغب بأن يكون معنا لأننا ننتمي إليه فهو خالقنا.

المرحلة الثالثة والأخيرة هي السير: فقد سار التلميذان باتجاه يسوع واجتازا معه جزءًا من الطريق. إنه تعليم بالغ الأهمية لنا جميعًا. فالإيمان هو مسيرة مع يسوع، تذكروا هذا دائما: الإيمان هو السير مع يسوع مسيرة تدوم طول الحياة وفي الأخير يحدث اللقاء المحتوم.وأردف البابا قائلا: “قد نشعر بالتعب والارتباك خلال هذه المسيرة غير أن الإيمان يعطينا الثقة بحضور يسوع الدائم في كل الظروف حتى في تلك الأليمة والتي يصعب فهمها. إننا مدعوون إلى السير كي ندخل أكثر وأكثر في سر محبة الله الذي يسمح لنا بأن نعيش بهدوء ورجاء.”

وفي الختام تمنى البابا أن يتابع الشبان مسيرتهم بفرح واثقين بدعم الكنيسة التي تثق بهم، وأكد لهم بأن مريم ترافقهم: “كم من الجميل أن نشعر بأنها أمنا في الإيمان!” كذلك دعا الجميع الى أن يحافظوا على حماس اللحظة الأولى التي فتحت عيونهم على نور الإيمان وأكد على أن يسوع لن يخيب رجاءهم أبدًا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير