تابع الأب الأقدس يقول: لقد تمكّنا في زمن النعمة هذا من إعادة اكتشاف ما هو أساسي في المسيرة المسيحيّة والتي فيها يحتلّ الإيمان والمحبة المرتبة الأولى. فالإيمان هو أساس الخبرة المسيحية لأنه يحرّك خياراتنا وأعمالنا في حياتنا اليوميّة. إنه الوريد الذي لا ينضب والذي يغذّي كلّ أعمالنا في العائلة والعمل، في الرعية ومع الأصدقاء وفي مختلف البيئات الاجتماعية. أضاف البابا فرنسيس يقول: يمكن لهذا الإيمان الثابت والأصيل أن يظهر خصوصًا في لحظات الصعوبات والتجارب: لأنه عندها يسلّم المسيحي نفسه بين ذراعيّ الله ويضمّه بثقةِ من يستسلم لحب قوي كالصخرة لا يتزعزع. فإن استسلمنا لله بتواضع في حالات الألم هذه، يمكننا أن نقدم شهادة صالحة.
أضاف البابا يقول: أصدقائي الأعزاء، إن خدمة التطوع القيّمة التي قدمتموها في احتفالات سنة الإيمان المتعددة قد شكلت مناسبة لكم لتعيشوا فرح جميع الفئات المشاركة. ولذلك علينا أن نرفع المجد لله معًا على العمق الروحي والدفع الرسولي اللذين ولّدتهما المبادرات الراعوية العديدة التي قمتم بها خلال هذه الأشهر في روما وفي مختلف أنحاء العالم. نحن شهودٌ بأن الإيمان بالمسيح يستطيع أن يدفئ القلوب ليصبح عندها القوة المحرّكة للبشارة الجديدة بالإنجيل. فالإيمان المعاش بعمق وقناعة ينفتح على إعلان الإنجيل، وهذا الإيمان عينه يحول جماعاتنا إلى جماعات مرسلة. في الواقع، نحن بحاجة لجماعات مسيحية ملتزمة بعمل رسولي شجاع يطال جميع الأشخاص في بيئاتهم وظروفهم المتعددة، لاسيما تلك الأكثر صعوبة.
وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: إن الخبرة التي نَمَت لديكم خلال سنة الإيمان هذه ستساعدكم أنتم أولاً على الانفتاح على بعضكم البعض وعلى جماعاتكم لتتمكنوا من الذهاب للقاء الآخرين وخصوصًا أولئك الأشخاص الذين يفتقرون للإيمان والرجاء في حياتهم. إنهم أشخاص يحتاجون لابتسامة ولكلمة صادقة، لشهادة يمكنهم أن يلمسوا من خلالها قرب يسوع المسيح. أشكركم مجدّدًا وأمنحكم مع عائلاتكم فيض البركات الإلهيّة.