“إن كان الإنسان يعتقد بأنه هو مالك هذه اللحظة فالمسيح وحده هو سيد هذا الزمان!” هذا ما أكّده البابا فرنسيس في العظة التي ألقاها صباح اليوم أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ في الصلاة تكمن فضيلة تمييز كلّ لحظة من حياتنا والرجاء بيسوع الذي وحده يعلم نهاية الأزمنة.
وأعطى نصيحتين من أجل أن نفهم مرور اللحظة الآنية والتحضّر لنهاية الأزمنة وهما الصلاة والرجاء. تساعد الصلاة بتمييز إلى فك رموز كلّ أوقات الحياة وتوجيهها نحو المسيح. إنّ الرجاء هو الضوء الذي ينير الأوقات الماضية حتى نهاية الأزمنة. انطلق البابا فرنسيس في عظته من إنجيل اليوم (لو 21: 5-11) وفيه يفسّر يسوع للمؤمنين في الهيكل ماذا سيحدث عند نهاية البشرية فنصحنا الرب بشيئين مختلفين بحسب الطريقة التي نعيشها لأنه يختلف بين عيش اللحظة وعيش الوقت. وفسّر البابا قائلاً: “إنّ المسيحي هو رجل أو امرأة يعلمان كيف يعيشان اللحظة وكيف يعيشان الوقت. إنّ اللحظة هي ما نملكها بين أيدينا ولكنه ليس الوقت، فذلك قد مرّ! لربما يمكننا أن نشعر بأننا أسياد اللحظة إنما لسنا أسياد الوقت: إنّ الوقت ليس ملكنا، إنه ملك الله! إنّ اللحظة هي بين أيدينا ولدينا الحرية بأن نتصرّف بها. وأكثر من ذلك، يمكننا أن نشعر بأننا مالكو اللحظة ولكنّ الله وحده هو سيد الوقت”.
إذًا حذّر البابا فرنسيس ونقل كلمة يسوع، “يجب ألاّ يضلّنا أحد” وألاّ نرتبك من هؤلاء الذين ينتحلون اسم المسيح ولا يمكننا أن نعرف ذلك إلاّ من خلال الصلاة والتمييز والتمسّك بالرجاء وعلينا أن نعيش هذه الفضائل في كل لحظة من حياتنا: “من أجل أن نفهم الإشارات الصحيحة أو معرفة الدرب الذي يجب أن نسلكه، علينا أن نسأل الله نعمة التمييز والصلاة. فبدلاً من البحث عن الوقت الذي وحده الرب هو سيده، يسوع المسيح، لن يكون باستطاعتنا التحلّي بأي فضيلة إنسانية. إنّ الفضيلة هي في مشاهدة الوقت الذي مُنح لنا من الرب وهو الرجاء! صلّوا وميّزوا في هذه اللحظة؛ إثبتوا في رجاء الوقت!”
واختتم البابا عظته قائلاً: “المسيحي يعرف كيف ينتظر الرب في كلّ الأوقات ويرجو أن يراه في نهاية الأزمنة. لقد أعطي للإنسان اللحظة والوقت: لذا عليه أن يصلّي بتمييز وأن يعيش حياته برجاء”.