تابع غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، زيارته التاريخية أمس لجزيرة سردينيا مع الوفد المرافق له. التقى غبطته صباحاً رئيس أساقفة مدينة كالياري المطران أرّيغو ميليو في مطرانيته الذي بدوره شكر جداً صاحب الغبطة لزيارته التاريخيّة لمدينة كالياري، وأطلع غبطته رئيس الأساقفة على الوضع الحالي للمسيحيين في الشرق. بعدها كان لقاء هام جداً للبطريرك لحام مع العديد من السلطات المدنية والروحية المسؤولين على صعيد الجزيرة والمحافظة والمدينة في دار المطرانية. خلال اللقاء، شرح غبطته تاريخ الكنائس الشرقية بشكلٍ موجز مركزاً على دورها اليوم في العالم العربي وعلى دور كلّ مسيحي في إعلان كلمة الله في حياته بالرغم من كل الصعوبات والمشاكل والحروب، كما تكلم البطريرك عن ما يجري في سوريا سائلاً الله تعالى أن يبعد الآلام والحروب على الجميع آملاً الحلّ السلميّ من خلال الحوار ورافضاً منطق الحرب.
شكر غبطته قداسة البابا فرنسيس على الاعجوبة التي قام به في السابع من أيلول الماضي حيث دعى كلَّ العالم إلى الصلاة والصوم من أجل السلام في سوريا والعالم أجمع، حيث أبعدت الحرب المباشرة على سوريا. وفي الوقت عينه، شكر البطريرك لحام المطران ميليو على استضافته وعلى مرافقته المتواصلة لغبطته في زيارته للجزيرة مقدماً أسفه الشديد لما حصل الاسبوع الماضي لسردينيا من إعصار وقدَّم تعازيه للذين رقدوا على رجاء القيامة وصلّى من أجل أرواحهم ودعى جميع المتضررين بالتحلّي بالصبر واضعين أمالهم بالسيّد المسيح بالرغم مما يعانونه وبالرغم من المحنة الكبيرة الي يعيشونها.
بعد الظهر، اجتمع غبطته مع الراغبين بالانتماء إلى جمعية فرسان الصليب الأورشليمي المقدس حيث قدَّمهم الأب فادي الراعي لغبطته، وحيث تابعهم خلال تنشئتهم الروحيّة والثقافيّة حول الكنائس الشرقية وبالأخص حول كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. بعدها ترأس البطريرك لحام صلاة الغروب الاحتفالية بحضور رئيس أساقفة المدينة المطران ميليو والنائب البطريركي في أورشليم للملكيين المطران يوسف جول زريعي مع عدد من الكهنة بمشاركة حوالي 500 مؤمن وشعر غبطته وكأنَّه في رعيته أو في كنيسته الملكيّة في الشرق بسبب محبة الناس وعطفهم وترحيبهم به. في أخر الصلاة، قدَّم أحد أعضاء فرسان الصليب الأورشليمي المقدس صليباً من خشب لغبطة البطريرك لحام باسم كل أعضاء الفرسان المنتمين للجمعية البطريركية، شاكراً إياه على زيارته.
مِن ثمَّ، توجَّه صاحب الغبطة إلى الإكليريكيّة الكبرى الوحيدة في الجزيرة حيث كان في استقباله رئيس الأساقفة في الجزيرة المطران ميليو ورئيس الإكليريكية وجميع الإكليريكيين من طلاب الفلسفة واللاهوت التابعين للأبرشيات العشر المتواجدين في الجزيرة. في لقائه معهم، ركَّز غبطته على أهمية التنشئة في الإكليريكيّة طالباً من الأب الرئيس وضع مادة جديدة حول الكنائس الشرقية وحول الليتورجيّات الشرقية للتعرف على جذور المسيحية وعلى الشرق وغِناه الكنائسيّ حيث منه سطع نور العالم السيّد المسيح. كما دعى الإكليريكيين لإقامة حج إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة. وأخيراً كانت كلمة للنائب البطريركي في أورشليم ركَّز فيها على أهمية القيامة والشهادة للمسيح القائم من بين الأموات وعلى دور الروح القدس في حياتنا وعلى محبتنا له.