“فرح الإنجيل” هو أطول إرشاد رسولي كتبه بابا في تاريخ الإرشادات وهو أشبه “بموسوعة”! فلم مال البابا فرنسيس الذي كان قد عودنا على كلماته المقتضبة ونصوصه القصيرة الى كتابة إرشاد بهذا الحجم (220 صفحة)؟ هذا ما تحدث عنه ماسيمو انتروفينييه وهو عالم اجنماع ومؤلف عدة كتب عن البابا فرنسيس تناول فيها تأثير البابا على المؤمنين في الكنيسة…
ذكر البابا فرنسيس أن الكنيسة ليست “مكتب جمارك” بل هي بيت الآب المفتوح دومًا للجميع وليس لفئات معينة من الناس، وتحدث أيضًا عن حماية الأسرة، وأدان الإجهاض…يتميز هذا الإرشاد بشكل هندسي لا يمكننا أن نتغاضى عنه كي نقتبس منه فهو مقسم بحسب ما يمكننا أن نقول الى 5 أقسام: أولا، نكتشف بأن المسيحية هي أن نكون مرسلين أو لا نكون، ثانيًا، العقبات التي نواجهها اليوم داخل الكنيسة وخارجها، ثالثًا، ندرس عملية التبشير الجديد، رابعًا، ندرس العواقب- التي ليست اختيارية- في ما يختص بالعقيدة الاجتماعية، وأخيرًا، نتذكر البعد الروحي الذي هو روح كل تبشير.
شدد عالم الاجتماع أننا نستنتج من كل قسم فكرة معينة، كالقسم الأول مثلا الذي يدور حول أن تبشير الآخرين ليس خيارًا، أي المسيحي الذي يبقى في المنزل ولا يبشر لا يعد مسيحيًّا، والقسم الثاني يذكرنا بالنسبية التي تحدث عنها بندكتس السادس عشر، فالنسبية تسيء الى المجتمع والكنيسة، وهذا ينطوي على الكهنة الذي يسعون وراء “الدنيوية الروحية” ويرغبون بأن يصفق لهم العالم. والقسم الثالث يكلمنا عن دراسة طويلة حول الأزمة في كنائسنا وعظة الأحد التي يتلوها الكهنة…والقسم الرابع مخصص للعقيدة الإجتماعية وأما القسم الأخير فيتناول الجذور الروحية، وإن كان عملنا كمرسلين يجني ثماره…
أخيرًا، فلننظر الى العنوان فهو يتناول التبشير والفرح والبابا يعيد ويكرر: على الجميع أن يبشر. “مع هذا الإرشاد التاريخي تنتقل الكنيسة الى مرحلة تمسى المرحلة التبشيرية، وهي لا تستهدف المؤمنين الذين يحضرون القداس بل تحث البحث عن الذين لا يذهبون الى الكنيسة والسعي لارتدادهم.”