يتوقف البابا فرنسيس في الفصل الثالث من الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” على موضوع العظة في الليتورجيا المهم، والذي يتطلب اهتماما خاصًا من قبل رعاة الكنائس.
ويشير البابا في مطلع المقطع أنه يريد أن يتوقف على الموضوع بشكل خاص ومسهب حول العظة وتحضيرها، “نظرًا لكثرة الشكاوى التي ترد بشأن هذه الخدمة الهامة والتي لا يمكننا أن نغلق آذاننا عنها”.
“العظة هي ميزان تقييم قرب وقدرة لقاء الراعي مع شعبه”. وللأسف تضحي العظة أحيانًا سبب ألم للواعظ وللسامعين. “ومن المحزن أن يكون الأمر كذلك. لأن العظة تستطيع أن تكون خبرة عميقة وفرحة للروح، ولقاء معزٍ مع كلمة الله ومصدر تجديد ونمو”.
العظة بحسب البابا هي استمرار للحوار الذي يبدأ بين الله وشعبه في الليتورجيا وعلى من يعظ أن “يعرف قلب رعيته لكي يرى حيث التوق إلى الله هي ومتقد” وحيث بات هذا الحوار باردًا ومخنوقًا ولم يعد يعط ثمرًا.
العظة ليست درسًا جامعيًا، هي حوار عائلي
على العظة، في الإطارالليتورجي، أن تحمل الجماعة نحو الشركة مع المسيح في الافخارستيا التي تحول الحياة.
ويذكر الأب الأقدس في نص الإرشاد أن الكنيسة هي أم وأن العظة يجب أن تكون مثل تعليم أم لأبنائها. فـ “الروح الذي ألهم الأناجيل والذي يعمل في شعب الله، يلهم أيضًا كيف يجب أن نصغي لإيمان الشعب وكيف يجب أن نعظ في كل احتفال بالافخارستيا”. يجب على العظة أن تكون في لغتها وفي روحا بحسب اللغة المحلية، اللغة الأم. ويجب أن يظهر ذلك في موقف الواعظ القريب والودي. “فحتى عندما تبدو العظة مملة، عندما يشعر الناس بهذا الروح الأمومي-الكنسي، تحمل العظة ثمارًا خصبة، تمامًا مثل نصائح الأم المملة التي تحمل ثمارها مع الوقت في قلب الأبناء”
الحوار هو أكثر من كثير من مجرد نقل للوقائع ولبعض الحقائق. فهو يتم لأجل فرح الحوار وأيضًا لأجل الخير الملموس الذي يتم تبادله من خلال الكلمات.
وينتقد البابا العظات التي تتمحور على التوبيخ الأخلاقي أو على التعليم العقائدي والتأويلي كما لو كانت درسًا جامعيًا في اللاهوت، ويذكر بأن للعظة طابع “أسراري” يجعلنا نتحد بالمسيح. ولذا يجب أن تُرافق الحقيقة المعلنة في العظة بالجمال والخير.