وصل البطريرك غريغوريوس الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق مصطحبًا معه 15 عضوًا من سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وحوالى 500 حاج يوم السبت 30 تشرين الثاني يحملون للبابا فرنسيس سلام الكنيسة الشرقية. ثم اجتمع البابا فرنسيس مع البطريرك غريغوريوس على انفراد بلقاء اتسم بالصراحة والبساطة والأخوّة والاتحاد والتقوا بالحجاج في قاعة كليمنتين.
وقد تمثّل المؤمنون بوفد لبناني ضمّ النائب والوزير السابق ميشال فرعون ووزير الاتصالات اللبناني نقولا صحناوي وفوزي خميس المدعي العام لدى ديون المحاسبة. كذلك ضمّ الوفد السوري النائب ماريا سعاده ورياض صارجي رئيس جمعية مار منصور دي بول في دمشق وممثله في شؤون الحوار الإسلامي-المسيحي.
وبعد إلقاء كلمة الترحيب، قام البطريرك غريغوريوس الثالث بتقديم كنيسته مرتكزًا على ثلاث ميزات أساسية: “كنيسة باتحاد وثيق مع كنيسة روما أمينة للتقليد الشرقي وبعلاقة متينة مع الكنيسة الأخت، الأورثوذكسية في بطريركيات أنطاكية والاسكندرية والقدس”؛ “كنيسة عربية الأصل والجذور”؛ “كنيسة في عالم غالبيته مسلم”. وأضاف غريغوريوس الثالث: “إنّ كنيستنا هي كنيسة اتحاد وشهادة تملك مسؤولية خاصة تجاه هذا العالم الذي هو عالمنا وفيه عشنا مسيحيتنا منذ ألفي سنة من بينها 1434 سنة مع الإسلام”.
وأشار في حديثه كم تغيّر العالم بعد الأعجوبة التي قام بها البابا فرنسيس يوم 7 أيلول عندما طلب من العالم أجمع أن يصوم ويصلّي من أجل إحلال السلام في سوريا والشرق الأوسط: “أنتم يا قداسة البابا سمعان القيرواني الذي حمل الصليب مع الكنيسة الشرقية بعطف ومحبة. أنتم أيها البابا بالنسبة إلى الكنيسة الشرقية، وبالأخص في سوريا، تشبهون المسيح عندما هدّأ العاصفة في بحيرة طبرية ومثل الطوباوي يوحنا بولس الثاني عندما أسقط جدار برلين من خلال صلاته وتدخلاته الشجاعة”.
وختم البطريرك غريغوريوس بالقول: “نستطيع ونريد ويجب أن نبقى معًا مسيحيين ومسلمين من أجل أن نكون شاهدين للإنجيل وللبنيان معًا، مسيحيين ومسلمين عالمًا ومستقبلاً أفضل لأجيالنا الشابة. ونريد أن نبقى في هذا الشرق من أجل تلبية دعوة يسوع… “لا تخاف أيها القطيع الصغير” (لو 12:32) وذلك لأنّ لدينا مهمة كبيرة علينا أن نتمّها مع القطيع الكبير”.