أكد البابا أن الله يكشف لنا ـ من خلال النبي أشعياء ـ الوجهة التي نسير إليها إذ يقول “ويَكونُ في آخرِ الأَيَّام أَنَّ جَبَلَ بَيتِ الرَّبِّ يُوَطَّدُ في رَأسِ الجِبالِ وَيرتَفعُ فَوقَ التِّلال. وتَجْري إِلَيه جَميعُ الأُمَم وتَنطَلِقُ شُعوبٌ كَثيرةٌ وتَقول: هَلُمُّوا نَصعَدْ إِلى جَبَلِ الرَّبّ إِلى بَيتِ إِلهِ يَعْقوب وهو يُعَلِّمُنا طُرُقَه فنَسيرُ في سُبُلِه” (أشعياء 2: 2-3). هذا ما يقوله أشعياء عن هذا الهدف. إنها مسيرة حج كونية نحو هدف مشترك الذي كان في العهد القديم أورشليم، حيث يوجد هيكل الرب. من أورشليم جاء الوحي حول وجه الله وناموسه. بلغ الوحي تمامه في يسوع المسيح وأصبح هو نفسه هيكل الرب، الكلمة المتجسد. هو الدليل وفي الوقت نفسه هدفُ حجنا، حج شعب الله كله وفي نوره تسير شعوب أخرى باتجاه ملكوت العدالة وملكوت السلام. يقول النبي أشعياء ” فيَضرِبونَ سُيوفَهم سِكَكاً ورِماحَهم مَناجِل فلا تَرفَعَ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سَيفاً ولا يَتَعَلَّمونَ الحَربَ بَعدَ ذلك” (أشعياء 2:4) تساءل البابا: متى سيحصل هذا؟ ما هو اليوم الذي ستتحول فيه الأسلحة إلى أدوات للعمل؟ سيكون يوما جميلا! وهذا أمر ممكن! إننا نعتمد على الأمل بسلام ممكن.
هذه المسيرة لم تنته بعد ـ تابع البابا يقول ـ ثمة حاجة لإعادة الانطلاق في حياة كل واحد منا، الحاجة إلى النهوض وإعادة اكتشاف معنى هدف كياننا، ومن هذا المنطلق لا بد أن تجدد العائلة البشرية الأفق المشترك الذي نسير نحوه: ألا وهو أفق الرجاء. إن زمن المجيء ـ الذي يبدأ اليوم ـ يعيد إلينا أفق الرجاء الذي لا يخيب لأنه يرتكز إلى كلمة الله. رجاء لا يخيب لأن الرب لا يخيب الآمال. إنه أمين! بعدها أكد البابا أن مريم العذراء تشكل نموذجا لهذا الموقف الروحي. إنها فتاة بسيطة حملت في قلبها رجاء الله وتجسد رجاء الله في أحشائها، وأصبح إنسانا وهو يسوع المسيح. وطلب الحبر الأعظم إلى المؤمنين أن يتركوا العذراء تقود خطاهم.
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا: يصادف هذا الأحد اليوم العالمي لمكافحة داء الأيدز. إننا نعبر عن قربنا من الأشخاص المصابين بهذا المرض، لاسيما الأطفال منهم. هذا القرب ملموس تماما بفضل الالتزام الصامت الذي يقوم به العديد من المرسلين والعاملين في المجال الصحي. دعونا نصلي على نية الجميع، ومن أجل الأطباء والباحثين أيضا. وليتمكن كل مريض من الحصول على العلاج الذي يحتاج إليه. هذا ثم حيا الحبر الأعظم جميع الحجاج الحاضرين في الساحة الفاتيكانية خاصا بالذكر العائلات والرعايا والجمعيات. كما وجه تحية إلى المؤمنين القادمين من مدريد وجوقة فلوريليج البلجيكية ومؤمني أبرشية باري الإيطالية.