لأنه قادم من أميركا اللاتينية ..القارة التي لم تروِ لنا بعد خبراتها في حل مشاكل الانسان المعاصر .. بعد خمسة قرون من هيمنة الخطاب الاوروبي-الامريكي-الشمالي ما زال العديد من الازمات المادية والاخلاقية بانتظار الحل ..
لأنه ينتمي للرهبانية اليسوعية ..لن أنسى ما حييت “مفاتيح”النمو الروحي والفكري التي منحني إياها الآباء اليسوعيون في حلب وسورية أثناء دراستي الجامعية.
لأنه قادم من بلد اقترن في ذاكرتي بكرة القدم وأول كأس عالم تابعتها طفلا ..
لأنه اختار إصلاحية للأحداث لإقامة أول قداس خميس أسرار له ..كان من بين من غسل أرجلهم من الأولاد أطفالٌ غيرُمسيحيين ..
لأنه سمح لطفل ذي احتياجات خاصة (مصاب بتناذر داون) ومرتدٍ قميصَ المنتخب الارجنتيني لكرة القدم مطبوعا عليه اسم “ميسي” الصعود إلى (الباباموبيل) ومعانقته ..
لأنه عند نهاية القداس في رعايا ضواحي روما يودع المصلين على باب الكنيسة كأي كاهن رعية بسيط ..
لأنه ندد بغياب العدالة وذهب إلى جزيرة لامبيدوزا للقاء المهاجرين غير الشرعيين الذين يدفعهم اليأس والحروب للمخاطرة بحياتهم رغبة في حياة أفضل , أسابيع قليلة قبل غرق إحدى السفن المكتظة قبالة سواحلها..
لأنه أطلق نداء من أجل الصلاة والصوم على نية السلام في سورية في الوقت الذي تبارى فيه العديدون في قرع طبول المزيد من العنف والدمار ..كان ذلك يوم الأحد الاول من أيلول الماضي .. الاول من أيلول بحسب تقليد الكنيسة الشرقية هو تذكار واحد من أهم قديسي الأرض السورية المباركة : القديس سمعان العمودي ..
لأنه فرح فرحا شديدا بسيارة روينو موديل 1992 وبعداد تخطى 300 ألف كيلومتر لا لشيء إلا لأنها تذكره بسيارته المماثلة التي كان يستعملها عندما كان رئيس أساقفة بيونس آيرس ..
لأنه شرب ببساطة متناهية , كأرجنتيني لا غش فيه, كأساً من المتة , وهو مرتدٍ ثوبَه وقلنسوتَه الأبيضين .. المتة هي أيضا المشروب المفضل لملايين السوريين ..
لأنه سمح لطفل أسمر أن “يحتل” مكانه أثناء لقاء صلاة مع عائلات من كل أنحاء العالم .. خلال دقائق أصبح هذا الطفل “مدير مراسم” غير رسمي أثناء لقاءات البابا الفردية بعد أمسية الصلاة ..
لأن كلماته البسيطة تنبع عن إيمان حقيقي لرجل قد يبدي اهتماما بالعقائد لكن تبقى بوصلته الإنسان .. في هذا هو تلميذ حقيقي ليسوع الناصري ..
نعم أحب البابا فرنسيس ..