“إيمان وشهادة” هو المؤتمر الذي انعقد في 23 تشرين الثاني في كنيسة القديس برتلماوس في روما وفيه تحدث الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية داعيًا الكنيسة الأورثوذكسية في رومانيا والروم الكاثوليك واللاتين الكاثوليك من أجل “التعاون تحت ظل الاحترام المتبادل من أجل الخير الروحي والمادي في رومانيا حتى تستطيع رومانيا أن تضطلع بدورها في أوروبا والعالم”.
شدد في مداخلته على رغبته بتسليط الضوء على “شهادة إيمان الكنيسة الكاثوليكية في رومانيا في خلال الاضطهاد الشيوعي” مشيرًا إلى البابا يوحنا بولس الثاني الذي رافقهم كأسقف لروما في الفترة الأخيرة من الاضطهاد مستشهدًا بقوله: “إنّ نور الشرق قد أنار الكنيسة الجامعة منذ أن بدا لنا “الشارق من العلى” (لو 1:78)، وهو يسوع المسيح، ربنا وكلّ المسيحيين يدعونه مخلّص الإنسان ورجاء العالم”.
وتابع بأنّ الاضطهاد جاء بشكل غير متوقّع ولكنه دام لفترة طويلة وكان الأساقفة يعدّون المؤمنين على المقاومة من خلال دعم حياتهم الروحية بالرسالات الشعبية والزيارات الرعوية والقيام بالحج وإرسال الرسائل من أجل أن يتشبّع إيمانهم بالجذور المسيحية. وكم عانت آباؤنا وأجدادنا فمنهم من تمّ إعتقالهم وحكم عليهم بالسجن حتى من دون محاكمة. كلّ ذلك كان من أجل أمانتهم للمسيح والكنيسة والبابا في روما، لم يقم أي أسقف بنكران إيمانه وهذا ما كان يصرّ عليه المضطهدون أن يكسروا هذا الرباط، رباط الوحدة بين الراعي وقطيعه.
من هنا، ذكّر الكاردينال ساندري بأنّ هذا التراث الروحي يبثّ الأمل في القلوب ويدعنا ننظر بثقة نحو المستقبل وهذه هي المهمة التي طلبها البابا عند لقائه بالكرادلة عند انعقاد مجمع الكنائس الشرقية وحثّ على ضرورة توحيد الكنائس وبالأخص في الشرق كما يوصي المجمع الفاتيكاني الثاني. وعبّر الكاردينال عن رغبته العميقة بمقابلة الكنيسة الأورثوذكسية في رومانيا بغية العمل معًا تحت ظلّ الاحترام المتبادل.
ثم ختم مداخلته داعيًا للتفكير بشهدائنا الذين أرووا الأرض بدماء محبتهم للمسيح وذكر البابا كليمنضوس شهيد الشرق الذي عيّدت له الكنيسة في 3 كانون الأول وسأل الله أن يبارك رومانيا وسكّانها وكل من كان حاضرًا على أمل تحقيق الوحدة بين المسيحيين.