“من يتلفّظ بكلمات مسيحية من دون وجود للمسيح أي من دون أن يطبّقها يجلب الأذى لنفسه” هذا ما عبّر عنه باختصار البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا. وانطلاقًا من إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني (متى 7: 21 – 27)، شدّد على ضرورة بناء بيتنا على الصخر من خلال سماع كلام الله والعمل به. فإنّ الفريسيين كانوا يحفظون الوصايا عن ظهر قلب من دون تطبيقها في حياتهم اليومية وهي “كلمات جميلة” بحسب البابا و”لكنها غير مطبّقة”.
ويتابع البابا: “كم نحن مخطئون إذا ظننا أننا إن لم نطبّق الأقوال سيكون هذا غير نافع بل هو أكثر من ذلك، هذا سيء جدًا فنحن بذلك نملك بيتًا لا أساس له، بيتًا ليس مبنيًا على صخر”. ثمّ انتقل إلى القراءة الأولى من سفر أشعيا (26: 1 -6): “توكلوا على الرب للأبد فإنّ الرب هو صخرة الدهور” وأشار إلى أنّ “يسوع المسيح هو الصخرة! الصخرة هي الرب! الكلمة قويّة، كلمة الحياة، تمنح الحياة وتصمد أمام كلّ الهجمات إذا ما كانت هذه الكلمة متجذّرة بيسوع المسيح. وإنّ أي كلمة مسيحية من دون جذور حية بشخص يسوع المسيح تبقى كلمة مسيحية إنما من دون المسيح!” واستشهد البابا بكاتب إنكليزي الذي قال مرة بأنّ الكلمات المسيحية إذا انفصلت عن نطاق المسيح يمكن أن تؤدي إلى الجنون.
ثمّ أكّد البابا بأنّ الكلمة المسيحية التي تفتقد إلى المسيح تجلب التكبّر والتفاخر والتفكير بالسلطة من أجل السلطة والرب يمقت هؤلاء الأشخاص فكما ذكرت مريم في نشيدها: “شتّت المتكبّرين عن عروشهم” إذ أصبحوا يعتقدون أنفسهم بأنهم هم الصخرة ونسوا الصخرة الحقيقية وهو يسوع المسيح. بل علينا أن نسعى لأن ننشىء علاقة صلاة مع الله وأن نخدمه وأن “نبني حياتنا على الصخرة والصخرة هو يسوع المسيح بنفسه”.
وختم عظته سائلاً الرب أن يمنحنا نعمة التواضع وأن نتفوّه بكلمات مسيحية بيسوع المسيح وليس من دونه حتى لا نصاب بالغرور والتكبّر: “ليمنحنا الرب نعمة التواضع لكي نقول كلمات أساسها يسوع المسيح”.