الخلقُ كلام ، وكلمةٌ .. وعندما يخلق الله بالكلمة ، لا يمكنُ أن نقولَ: إن كلّ شيء مخلوقٌ هو من ذات الله ، بل خارجًا عنهُ .. لإن الخلق ليس حلوليّة … والكون والطبيعة ليسا جزءًا من الله أبدًا .. بل هناكَ إختلافٌ كما أن الله مختلفٌ . فالعالم مخلوقٌ ، والإبنُ مولودٌ .. العالم عرضيّ زائل ، الإبن جوهريٌّ لا يزول .. الوجود منفصل عن الله / ليسَ الله جزءًا من العالم ، العالم يخلق من لا شيء ، والإبن يولد من الآب .
إنّ الله خالقٌ وهو منذ الأزل آبٌ ، وأن العالم منذ الأزل ” موجود ” في المسيح. الوساطة المسيحانيّة تبيّن لنا إن العالمَ داخلٌ دائمًا في حركة إسكتولوجيّة ، منذ الأزل ، لإن الله دائمًا ثالوث .. وهذه هي مشكلة الكثيرين في عدم فهمهم لحقيقة المسيح ، ووجوده السابق ، معنى ” الشخص ” فقط يعطينا المفتاح لفهم هذا الأمر .. !
الشخص / هو هذا الكائن الحواريّ ، العلائقيّ ، الكائن – من أجل – الآخر
كائن الإنفتاح ، والحركة ، والإكتمال ، إنه من لا بداية له ولا نهاية لهُ ..
الله كائن شخصي ، علائقي ، حواري .. لا فكرة مجهولة مطلقة كما تقول بعض المذاهب
والإنسان كائنٌ مخلوقٌ على صورة الله ، صورة الشخص ، العلاقة ، الحوار ، الكلام ، الإتصال .. هو في فكر وقلب الله منذ الأزل .. وما صورة الثالوث سوى صورة إكتمالية ، إستمرارية العلاقة التواصل والحركة الدائميّة والدعوة للنموّ في الله .. الثالوث ليس صورة منغلقة على ذاتها ، فالله إله الإنفتاح لا الإنغلاق والجمود ..
الله يخلق الإنسان ، بطريقةٍ يجعلهُ كائنًا حرّا ، ذاتيّا ، مسؤولا ، قادرًا على الأبداع والفعل الخلاّق …
والقديس يوحنا في بداية إنجيله يقول: في البدء كانَ الكلمة ….”
هذا البدءُ ، ليس بدءًا زمنيّا ومكانيّا ، بل البدء المطلق ، في البدء = في المخلّص
يسوع المسيح ، هو البداية المطلقة التي لا يمكن أحدًا أبدًا أن يسبقهُ .. فهو دائمًا من يسبقنا وهو أمامنا .. ولهذا ، يسوع الكلمة ُ ، لا يمكنُ أن نفصلهُ ، عن ” شخصه ” و ” أعمالهِ ” فهو والعمل والرسالة واحدًا .. وعندما يموتُ يسوع ، تموتُ رسالتهُ معهُ .. وعندما قامَ من الموت ، قامت الرسالة معهُ .. عكس باقي الأنبياء ، والفلاسفة اليوم ..
كيان يسوع ووظيفته أو رسالته .. واحدًا .
الكلمة ُ هي رسالة وخلاص
ويسوع المسيح هو رسالة إلهيّة وخلاص إلهيّ إلى الأبدْ
موت يسوع وقيامته = الخلق الجديد