في كلمته قبيل صلاة التبشير الملائكي من ساحة القديس بطرس قال الأب الأقدس بأننا نحتفل بعيد الحبل بلا دنس، وهنا نوجه اهتمامنا الى جمال أم يسوع، أمنا! قال البابا بأن الكنيسة تتأمل بفرح “الممتلئة نعمة” (لوقا 1، 28)، وبهذه الكلمات نحن جميعًا نتلو السلام، وهتف البابا مع الحاضرين ثلاث مرات: “يا ممتلئة نعمة!” نظر اليها الرب في بداية مشروع محبته، كانت جميلة وممتلئة نعمة، وأضاف: “وأمنا مريم ترافقنا في مسيرتنا نحو الميلاد، لأنها تعلمنا كيف نحيا زمن المجيء هذا، هو الذي سيزورنا في قلوبنا، الرب آت، فلننتظره!”
يقدم انجيل القديس لوقا مريم كفتاة شابة من الناصرة، في الجليل، وعلى هذه الفتاة بالتحديد وقعت عينا الرب، واختارها لأن تكون أم ابنه. شرح البابا أن مريم بأمومتها ليسوع أصبحت بريئة من الخطيئة الأصلية، فهي اصبحت أم الذي أتى ليحررنا من الخطيئة، فمريم لم تبتعد أبدًا عن محبة الله، فهي قد قالت “النعم” للمحبة، هي نعم لله ولكن بالطبع قال البابا، لم يكن بالشيء السهل. خافت مريم حين ناداها الملاك “يا ممتلئة نعمة” لأن بتواضعها هي لا تساوي شيئًا أمام حضور الرب، ولكن الملاك هدأها “لا تخافي يا مريم فقد نلت حظوة عند الله فستحملين وتلدين ابنًا فسميه يسوع” (الآية 30). هذا الإعلان مزعج لمريم التي لم تكن قد تزوجت بعد بيوسف فأضاف الملاك:”إن الروح القدس سينزل عليك…لذلك يكون المولود قدوسًا وابن الله يدعى.” (الآية 35). أصغت مريم، وأطاعت، وأجابت:”أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك.”
الله ينظر بمحبة الى كل واحد منا، ويؤكد القديس بولس على ذلك بقوله: “ذلك بأنه اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قديسين بلا عيب في المحبة” (أفسس 1: 4). إذا أكد البابا أن الله اختارنا منذ البدء لنعيش حياة مقدسة، من دون خطيئة. “مشروع المحبة هذا يجدده الله في كل مرة نقترب منه بخاصة في الأسرار.”
أخيرًا، ختم البابا أننا في هذا العيد نتأمل مريم الطاهرة، الجميلة، ونضطلع على مصيرنا الحقيقي، وعمق دعوتنا: أنا نكون محبوبن، أن تبدلنا محبة الله الجميلة. فلننظر الى مريم ونتعلم منها التواضع والشجاعة لاتباع كلمة الله لكي نلتقي بيسوع هذا اللقاء الذي يعطينا الرجاء والسلام.