بين “الفرص” و”الأوهام الخطيرة” يفرض الإنترنت التمييز: إنّ المسيحي هو مدعو لمعرفة العناصر الإيجابية وأن يحترس من “العملة الوهمية” ومن دون أن يخاف من المواجهة، هذا ما فسّره البابا فرنسيس عندما التقى المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري للعلمانيين الذين اجتمعوا حول موضوع: “التبشير بالمسيح في الحقبة الرقمية” يوم السبت الماضي 7 كانون الأول في الفاتيكان.
وشدّد البابا على أنّ الإنترنت هو “مجال مميّز لعمل الشبيبة” داعيًا إيّاهم “على تفحّص كلّ شيء” من بين “الفرص والأخطار التي تقدّمها الشبكة”: “في الواقع إننا نجد “مالاً مزورًا وأوهامًا خطيرة وأفخاخًا علينا تجنّبها” مستدعين الروح القدس كما ونجد “فرصًا ثمينة من أجل قيادة الناس نحو وجه الرب المشرق”.
أعطى البابا كمثال على ذلك التمييز الذي كان آباء الكنيسة يقومون به عندما واجههم إرث الثقافة اليونانية: “لم يخف الآباء من المواجهة أمام الفلسفات العميقة والوسائل التعليمية التي غالبًا ما كانت تختلط بالوثنية. ولم يفتحوا مجالاً للتسوية مع بعض الأفكار التي كانت تتعارض مع إيمانهم إذ كانوا يحسنون المفاهيم ويحوّلوها على ضوء كلمة الله”.
وطلب البابا أن نطبّق ما قاله بولس الرسول: “إختبروا كل شيء وتمسّكوا بالحسن” (1 تس 5: 21) “إنّ التبشير عبر الإنترنت يمرّ عبر “الإلتقاء برجال ونساء فعليين الذين غالبًا ما يكونون مجروحين أو تائهين” أي “عبر إنشاء علاقات إنسانية حقيقية ومباشرة من أجل تقديم أسباب حقيقية للأمل”. كما وحيّى البابا كلّ المبادرات الأخيرة التي قام بها المجلس وبالأخص الندوة التي دارت حول “الله يعهد الإنسان إلى المرأة” وقال بإنّ “هذه النقطة هي بحاجة للتعمّق بها أكثر من غيرها. وأشار إلى أنّ المرأة مدعوّة لأن تكون السبّاقة في النضال لحماية الإنسان في ظلّ الأزمة الثقافية التي نمرّ بها في عصرنا “.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.