ما هو المثال الأعلى للمبشر بالإنجيل؟

نظرة أولى إلى الإرشاد الرسولي “فرح الإيمان” للبابا فرنسيس (19)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

إذا ما نظرنا إلى الصفحات الأخيرة للإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” للبابا فرنسيس لا ندرك فقط الجواب الصحيح على هذا السؤال، بل نتعلم أن نطرح السؤال بشكل أصحّ: “من هو المثال الأعلى للمبشر بالإنجيل؟”.

والجواب هو يسوع. “فيسوع بالذات هو مثال الخيار التبشيري الذي يجعلنا ندخل في قلوب الشعب”. عندما كان يسوع يتحدث إلى شخص ما، كان ينظر مباشرة إلى عينيه، كما يؤكد لنا الإنجيل. نظرة يسوع كانت تنضح بالحب والقبول (راجع مر 10، 21). يسوع كان منفتحًا على اللقاء بالآخرين (راجع مر 10، 46 – 52). كان يأكل مع الخطأة، دون أن يكترث لأحكام المتزمتين. الأمثلة كثيرة جدًا. يسوع كان شخصًا يهب ذاته بالكلية، وما هبة الذات على الصليب إلا تكليل لموقف وأسلوب يسوع.

من خلال هذا المثال الذي يسحرنا، يدعونا البابا للولوج في مجتمعاتنا، لمشاركة حياة الآخرين، للاصغاء إلى اهتماماتهم وهمومهم، للعمل والتعاون روحيًا وماديًا مع الآخرين.

يسوع لا يريدنا أن نعيش على هامش آلام الآخرين وجراحاتهم، التي هي جراحاته.

يسوع لا يريدنا كأمراء وأميرات ينظرون إلى الحياة من العلو، بل كرجال ونساء من الشعب. وهذه ليست خيارات بابا معين، هذا هو الإنجيل.

ويشدد الأب الأقدس في القسم الأخير من الإرشاد الرسولي على الترابط بين حب البشر وحب الرب. فمن لا يحب أخاه “يسير في الظلمة” بحسب ما يعلمنا الرسول يوحنا.

والبابا بندكتس السادس عشر يذكرنا بأنه “إذا ما أغلقنا عيوننا أمام الإخوة، نضحي عميان أمام الله” (الرسالة العامة “الله محبة”، 230).

ويعود الأب الأقدس فرنسيس إلى التذكير بأن الرسالة ليست فقط جزءًا من حياتنا ومهامنا. الرسالة هي حياتنا، فيقول بالتحديد: “أنا رسالة على هذه الأرض، ولهذا أجد نفسي في هذا العالم. يجب أن ندرك أننا موسومين بنار تلك الرسالة التي تنير، تبارك، تحيي، ترفع، تشفي وتحرر”.

كما ويذكر البابا فرنسيس أن عمل التبشير هو عمل يتم في عفوية ومجانية كبيرة دون انتظار الثمار، فالمهم هو التزامنا والرب يعرف أين وكيف يجب أن تأتي الثمار.

وفي ختام الإرشاد الرسولي ركز البابا على دور مريم العذراء في رسالة التبشير، مشيرًا إلى أن الله لم يرد أن يخلو تاريخ الخلاص من “الأيقونة الأنثوية” وأنه من الضرورة بمكان أن يكون لعمل الكنيسة التبشيري “طابعٌ مريمي”، لأنه “كل مرة ننظر إلى مريم العذراء نعود إلى الإيمان بقوة الحنان والحب الثورية”.

(تم)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير