دعا البابا فرنسيس إلى تحرّك دولي من أجل إيقاف ظاهرة الاتجار بالإنسان التي تجعل من المجتمعات الأكثر هشاشة عرضة لل”عبودية” ومن بينهم الأطفال مشيرًا إلى أنها “جريمة ضد الإنسانية” عندما التقى بسبعة عشرة سفيرًا لدى الكرسي الرسولي ممثلين ثمانية بلدان من أفريقيا وخمسة دول أوروبية وأربعة من آسيا. وركّز البابا على مسألة واحد وهي ظاهرة الاتجار بالإنسان التي تقلقه كثيرًا بما أنها تهدد “كرامة الإنسان”.
وأعلن البابا: “علينا أن نلتزم جميعًا من أجل إيقاف هذا الاتجار المخزي. إنّ ظاهرة الاتّجار بالإنسان هي جريمة ضد الإنسانية وعلينا أن نجمع قوانا من أجل تحرير الضحايا وإيقاف هذه الجريمة العدوانية المتزايدة يومًا بعد يوم والتي لا تهدد الأفراد فحسب بل كل القيم الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع وكلّ الأمن والعدالة الدوليين بالإضافة إلى الاقتصاد والنسيج العائلي والحياة الاجتماعية أيضًا”.
ثمّ تمنى تحمل المسؤولية تجاه كل من وقعوا ضحايا الاتجار وحماية حقوقهم من أجل تأمين الحماية لهم ولعائلاتهم عبر منع الفاسدين والمجرمين الذين يتهرّبون من العدالة ويفرضون كلمتهم الأخيرة على الأشخاص. وأشاد بالجهود المبذولة من قِبل الحكومات والمجتمع الدولي الذين يحاولون منع تفشي هذه الجريمة والتي غالبًا ما تأخذ شكل المتاجرة بالمخدرات والأسلحة والمافيا.
ودعا إلى التحرّك باسم الإنسانية أو باسم الدين قائلاً: “نحن المسيحيون نرى فيهم وجه يسوع المسيح الذي كشفه للصغار وللأكثر حاجة. أما أولئك الذين لا يؤمنون فيمكنهم أن يتشاركوا معنا باسم الإنسانية المشتركة والشفقة على آلامهم والتزامهم من أجل التخفيف من جراحاتهم”.
وشدّد البابا: “يجب أن نلتزم معًا من أجل أن يتحرروا وأن نضع حدًا لهذا الاتجار المروّع. نحن نتحدّث عن الملايين من ضحايا العمل القسري والسخرة والاتجار بالأشخاص من أجل الاستغلال الجنسي والمادي. لا يمكن لهذا أن يتابع وهذا يشكّل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان وإهانة كرامتهم وهزيمة المجتمع الدولي”. أراد البابا أن يهزّ الضمائر: “كلّ الأشخاص ذوي النوايا الحسنة الذين ينتمون إلى الدين أم لا، لا يمكن أن يسمحوا لهؤلاء النساء والرجال والأولاد أن يتعاملوا كأغراض أو أن يتمّ اغتصابهم وتعنيفهم وبيعهم لمرات عديدة لأهداف مختلفة ثمّ يُقتلون في النهاية أو يتمّ تدميرهم جسديًا وعقليًا. إنه عار”.
إنها المرّة الأولى التي يتوجّه فيها البابا إلى مجموعة كبيرة ومتنوّعة من السفراء ولا يعالج سوى مسألة واحدة: رسالة واحدة، هدف واحد يهمهم جميعًا.