عقيدة التبرير والتقديس

القسم الثالث

Share this Entry

إن مسألة إسهام الخليقة في عمل الحصول على الخلاص ، تشكّل مشكلة أساسيّة في العلاقة مع الإصلاح . بيد أنّ معنى عقيدة التبرير وهدفها في المفهوم الكاثوليكيّ ليسا تعظيمَ الإنسان بل تمجيد الله وتمجيد نعمته في يسوع المسيح (دنتسنغر 1528 – 1583) . ولكن ما هو صحيحٌ أيضا ، هو أنّ مجد الله هو الإنسان الحيّ (إيريناوس أسقف ليون ) . لذلك يرتبطُ مجدُ الله وإعتبارُ كرامة الإنسان أحدهما بالآخر. في هذا المنظور الشامل يمكنُ أن يلتقيَ الكاثوليكيّون والبروتستانتيّون لإيجادِ حلّ للخلافات القائمة.

2 – إن جوهر التبرير يصفهُ العهد الجديد على أنه ” ولادة جديدة ” ، ” وخلقٌ جديد ” ، وتجديدٌ وتقديسٌ .. وإنتقالٌ من حالة الموت إلى حالة الحياة ( 1 يو 3 : 14 ) ، ومن حالة الظلمة إلى حالة النور ( 1 كور 1 : 13 ؛ أف 5 : 8 ).

وفي هذا المعنى يحدّد المجمعُ التردينتينيّ التبريرَ على أنه :

” الإنتقال من الحالة التي يولد فيها الإنسان كإبن لآدم الأوّل ، إلى حالة النعمة والتبنّي الإلهيّ بآدم الثاني ، يسوع المسيح ، خلاصِنا ” دنتسنغر 1524

ومن ثمّ ، فالتبرير ُ من قبل الله يُحدِثُ تبادلا ً حقيقيّا وجوهريّا في الإنسان . فلا يقتصرُ على إعلان الإنسان بارّا ، بل يجعلهُ بارّا ، فيغيّره ويخلقهُ خلقا جديدًا . وهذا يتضمّن أمرين : مغفرة الخطايا ، وتقديس الإنسان الباطن وتجديده ( دنتسنغر 1528) ، ومن ثمّ فالتبريرُ هو في الوقت عينه ، تقديسٌ ؛ به ندخل ، في الروح القدس ، بيسوع المسيح ، في شركة مع الله .

يتبع

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير