ننشر في ما يلي ملخص تعليم الأربعاء بالعربية للبابا فرنسيس:
أريدُ اليومَ أن نتوقف معًا للتأمُّل حولَ ميلادِ يسوع: عيدُ الثقةِ والرجاء الذي يتخطّى الشكَّ والتشاؤم. أرادَ اللهُ أن يشاركَنا طبيعتَنا البشريّةَ فصارَ إنسانًا مثلَنا بشخصِ يسوعَ المسيح الإنسانِ الحق والإلهِ الحق. واختارَ أن يُقيمَ في تاريخنا كما هو، فأظهَرَ لنا رحمتَه وأفاضَ حبَّه على الإنسان. إنهُ اللهُ-معنا، منذُ الأزلِ وإلى الأبدِ معَنا، في مُعاناتِ التاريخِ وآلامِه. وميلادُ يسوعَ هو ظهورُ اللهِ الذي “يوحِّدُ قواه” مع الإنسانِ ليُخلِّصَنا ويرفعَنا من غُبارِ شقائِنا ومن صعوباتِنا وخطايانا. بتأمُّلنا في سرِّ ميلادِ ابنِ الله، يُمكنُنا أن نتوقَّفَ عند اعتبارين اثنين، الأول: أنَّ اللهَ في الميلادِ ينزِلُ إلى أرضِنا صغيرًا وفقيرًا، وهذا يعني أننا لنَتَشبَّه به علينا أن نَتَنازَل لنَخدُمَ ونُصبحَ صغارًا مع الصغارِ وفُقراءً مع الفُقراء. أمّا الثاني، فهوَ أنَّهُ إذا كانَ اللهُ قد أصبَحَ واحدًا منا، فهذا يعني أنَّ كلَّ ما نفعلُه لأي أخٍ أو أختٍ لنا نكونُ قد فَعلناهُ له. وهذا ما يُعلِّمُنا إيّاهُ يسوعُ نفسُه. لِنَكِل أنفُسَنا إلى شفاعةِ العذراءِ مريمَ الوالدية، لِتُساعدَنا في هذا الميلادِ المجيد لنرى في وَجهِ قريبِنا وخصوصًا في وجوهِ الضُعَفاءِ والمُهمَّشينَ صورةَ ابنِ اللهِ المُتجسِّد