المسيح لم يلغ الألم ولكنه ملأه بحضوره وجاء ليحمل مع كل إنسان صليبه. حملت رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للمريض عنوان “الإيمان والمحبّة: “فنحن ينبغي أن نضع نفوسنا لأجل الاخوة” (١ يو:٣، ١٦)”.
توجّه الحبر الأعظم برسالته إلى كلّ المرضى ومن يُطبّبهم ويُعاونهم قائلًا أنّ الكنيسة ترى فيهم المسيح المتألّم.
لذا في معاناتنا نرى معاناة المسيح الذي يحملُ الأعباء ويُعطي لها معنى. وأشار إلى أنّ المسيح شاركنا بآلامنا حين عُلّق على الصليب ولم يتركنا بوحدة الألم فنصبح إذا أمام هذا السرّ العظيم الذي يبعث لنا الرجاء والشجاعة.
وتابع البابا فرنسيس في رسالته قائلًا إنّ ابن الله الانسان لم يُلغ اختبار الانسان مع الألم والمرض ولكنّه حوّلها وأعطاها بعدًا جديدًا فمع المسيح تتحوّل معاناتنا السلبيّة إلى إيجابيّة.
فكما أحبّ الله الابن والابن أحبّنا، طلب منّا الحبر الأعظم أن نحبّ الآخر ونضع نفوسنا لأجل الأخوة.
فالإيمان بالله يتحوّل قوّةً تُخوّلنا أن نحبّ الآخر حتّى أعداءنا.
وشرح البابا أنّنا بسرّ العماد والتثبيت نصبح مدعوّين أن نكون كالسامريّ الصالح ويجب أن نضعَ نفوسنا لأجل الأخوة.
كما ذكّرنا في رسالته أنّنا مدعوّين لعيش المحبّة طالبًا منّا أن ننظر إلى مثال المحبّة إلى أمّنا مريم العذراء المتنبّهة إلى صوت الله وإلى حاجات وصاعب أبنائها وأن نتمثّل بها هي من سارعت لمساعدة أليصابات نسيبتها وبقيت قويّة تحت الصليب أمام ابنها المصلوب.
وأشار البابا إلى أنّ الصليب يدعونا للتأمّل بهذا الحبّ وأن نتعلّم منه أن نحب وننظر إلى الآخر بعين الرحمة إلى الآخر المريض المحتاج إلى مساعدة.
وذكر أيضًا في رسالته أنّ يوحنّا الذي وقف مع مريم أمام الصليب يردّنا إلى نبع الإيمان والمحبّة إلى قلب “الله المحبّة” ويذكّرنا أنّنا لا نستطيع أن نحبّ الله إن لم نحبّ إخوتنا.
وأنهى الحبر الأعظم رسالته لمناسبة اليوم العالمي الثاني والعشرين للمريض طالبًا عون العذراء مريم لمساعدة المرضى الذين يعانون ولتقوّي كلّ من يقدّم لهم المساعدة وأعطى المرضى وكلّ من يطبّبهم والمتطوّعين البركة الرسوليّة.