عُقد صباح اليوم الخميس مؤتمر صحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي لتقديم الوثيقة الصادرة عن مجمع التربية الكاثوليكية بعنوان "التربية على الحوار ما بين الثقافات في المدرسة الكاثوليكية: العيش معا من أجل حضارة المحبة". شارك في المؤتمر الصحفي رئيس المجمع المذكور الكاردينال زينون غروكوليفسكي الذي أكد في مداخلته أن هذه الوثيقة حصلت على موافقة البابا فرنسيس. ثم لفت إلى الاهتمام المتزايد بقضايا التربية في مجتمعاتنا المعاصرة من قبل الرأي العام والجماعة الدولية ككل. وقد تم تسطير الدور الذي تضطلع به التربية من أجل مستقبل البشرية والسلام والتنمية المستدامة واحترام كرامة الشعوب.
وأكد الكاردينال غروكوليفسكي أن مجمع التربية الكاثوليكية يتابع هذا الاهتمام عن كثب، وقد نشر عددا من الوثائق المتعلقة بهوية المدرسة الكاثوليكية في عالم اليوم، والدور الذي تضطلع به على عتبة الألف الثالث. أما فيما يتعلق بالوثيقة التي صدرت اليوم، أشار نيافته إلى أهمية الموضوع الذي تم اختياره، نظرا لتنامي ظاهرة الهجرة وما حملت معها من تعددية للثقافات والأديان وهذا ما تطلب إعادة النظر في التربية على العلاقات ما بين الثقافات.
ولفت إلى أن هذه الوثيقة موجهة إلى الأهل والمدارس والمعلمين والمربين في المدارس الكاثوليكية بالإضافة إلى مختلف المجالس واللجان الأسقفية والجمعيات الرهبانية النسائية والرجالية. وهي تشكل أداة للحوار والتأمل بالنسبة للأشخاص القيمين على المشاريع التربوية والساعين إلى بناء عالم يتسم بالسلام والتضامن.
وشدد الكاردينال غروكوليفسكي في ختام مداخلته على أن الهدف الأساسي من هذه الوثيقة يكمن في بناء حضارة المحبة التي تشكل تعبيرا عن محبة السيد المسيح. ومن هذا المنطلق لا بد أن تقدم المدارس الكاثوليكية التي تسعى إلى التوفيق بين المهام التربوية وإعلان الإنجيل إسهاما فاعلا في عملية "أنجلة" الثقافة.