اما الاب بدر ، فقال في عظة القداس: ومن هنا من مدينة مادبا التي تحتوي في فسيفسائها أول صورة للقدس تعود للقرن الرابع للميلاد، نرفع التحية من مادبا إلى بيت لحم وإلى القدس وإلى بطريركية القدس الحاضرة منذ مئة وستين سنة في خدمة فلسطين والأردن وشعبيهما المباركين، عبر كنائسها، وعبر مدارسها وعبر جامعاتها، ومستوصفاتها، وعبر جمعياتها الخيرية وبخاصة جمعية الكاريتاس التي تقدم خدماتها للناس أجمعين بدون تفرقة أو تمييز.واضاف ان عيد الكنيسة المئوي ، هو كذلك متزامن مع عمر هذا الوطن الأردني الأحب، في عام 1913 كان العالم داخلاً الى متغيرات كثيرة، ومنها حروب عالمية يتذكر العالم أولاها العام المقبل القريب وكم من سلطات زالت ودول قسمت، وكان وطننا الأردني يتجه نحو تأسيس مملكته. وكان المسيحيون في هذا البلد جنباً الى جنب وكتفاً إلى كتف وزنداً إلى زند، يشاركون في تأسيس المملكة غير غائبين عن أي معترك، وأي مجال خدمة.

وبعد مئة عام، ومن الملك عبدالله الأول، إلى الملك عبدالله الثاني، ما زال أبناء هذه المدينة وأبناء هذا الوطن يحافظون على ما تعهدوا به منذ مئة عام، وهو أن يبقوا معاً، مشاركين فعالين، مسلمين ومسيحيين معاً في خدمة الأجيال اللاحقة القادمة، كما عملوا معاً في خدمة الأجيال السابقة.

ودعا  المشاركين  الى رفع بطاقة حب واجلال في المساء الميلادي رقم مئة من مادبا مُحبّة المسيح، ومحبة الناس أجمعين، ومحبة العرش والوطن، الى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي شرّف هذه المدينة قبل يومين وهنأ بالعيد. وقال : اذا كان سيد البلاد يهنئ، فإن كل المجتمع الأردني يهنئ بعضه بعضاً، ويتبادلون التهاني في عيد الميلاد ويتمنون بعضهم لبعض حياة خير وهناء في العام القادم وفي المئة سنة القادمة، بإذن الله.

والقى الزميل نبيل الغيشان كلمة بين فيها تاريخ بناء الكنيسة في مادبا ، وعدد المراحل التاريخية الذي تم به، ووصف بحسب المذكرات التي تركها المؤرخون القداس الاول في الكنيسة والذي  احتفل به ليلة الميلاد 1913 ، اي في مثل هذه الليلة قبل مئة عام بالتمام.

وشارك بالقداس الاب ابراهيم نينو ، والاب عيسى الشوملي ، وراهبات الوردية ، وجمع غفير من ابناء مادبا ، وكذلك عدد من الحجاج والسائحين. وعلى انغام الترانيم الميلادية الداعية المحبة والسلام ، التي ادتها جوقة المعمدان في مادبا بقيادة وليم القنصل، رفعت الادعية والصلوات من أجل استمرار السلام في هذا الوطن العزيز، ومن أجل أن يُنشر السلام في كل البلدان العربية وبخاصة في سوريا، وخصوا بالذكر المطرانين المخطوفين والراهبات المخطوفات في معلولا.