وكل عام وأنتم بخير ،
أيها الأحباء، أهلاً بالقادمين من فلسطين والعراق وسوريا.
من جديد نقف عند نهر الأردن المبارك، ويطيب لي في مطلع السنة الجديدة أن أعبر عن خالص أمنياتي الأخوية لكم جميعاً، راجياً لكم كل النعم والبركات، أصلي معكم من أجل المملكة الأردنية الهاشمية، لتبقى منارة للمحبة والتعاون والإستقرار، ومن أجل جلالة الملك عبد الله الثاني وحكومته وشعب الأردن، نصلي لكي تبقى الأجواء الأسرية هي السمة الغالبة لشعبنا ولوطننا الحبيب.
نفتخر بالمملكة الأردنية على حسن استقبال الوافدين الذين لا نسميهم لاجئين، وانما أخوة بشر ,اصدقاء وأشقاء عرب نستقبلهم ونصلي من أجل السلام في بلدهم وانتهاء دوامة العنف والدمار. ومن هنا، من جوار نهر الأردن المبارك، نطلق نداءاً جديداً لإطلاق سراح كل المخطوفين والمأسورين في سوريا وفلسطين والعراق،ونخص بالذكر الاساقفة والكهنة والراهبات. فلتنتهِ أعمال الخطف والاعتقال واضطهاد أتباع المسيح الآمنين.
أيها الأحباء،
في هذا المكان المبارك، قبل 50 سنة بالتمام والكمال. مرّ من هنا، أحد عباقرة وقديسي القرن العشرين، خادم الله البابا بولس السادس وقد أزمعت الكنيسة اعلانه طوباوياً وبعد ذلك باذن الله قديساً. لقد زارنا البابا قي شهر كانون الثاني، أي في مثل هذه الأيام عام 1964، وقد صلى صلاة خاصةعندما حطت طائرته في مطار ماركا قال فيها: “اننا نطلب من الله سبحانه وتعالى ، أن يصغي الى صلاتنا ، وصلوات جميع ذوي الارادة الصالحة، كي يعيشوا معا بانسجام ووئام، ويعاون كل واحد منهم الآخر ، بروح تسودها المحبة والعدالة، وصولا الى السلام العالمي والأخوّة الشاملة “.
اننا نستذكر اليوم هذه الزيارة الكريمة ، ونحيي كل الذين عملوا وقتها على ابراز وجه الأردن المضياف، ومن ذلك الحين استقبلنا في هذا المكان المقدّس : البابا يوحنا بولس الثاني الذي ، في سنة اليوبيل الكبير 2000، وكذلك قداسة البابا بندكتس السادس عشر، الذي زرته قبل أسابيع في خلوته ، وابلغته محبتكم وصلاتكم وتضامنكم، ونحيي هذا العام 5 سنوات على زيارته التاريخية ووقوفه كذلك في هذا المكان – بصحبة العائلة المالكة.
لقد تم الإعلان عن الزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا الحبيب فرنسيس لهذه البلاد المقدسة في شهر ايار المقبل. انه ضيف الأرض المقدسة، ضيف جلالة الملك وضيف كل الأردنيين.
اننا نشكر الرب على كل هذه الأحداث، التي تعقب “سنة الايمان”، التي أعلنها البابا بندكتس واختتمها البابا فرنسيس، تاركا في ختامها جوهرة ثمينة هي إرشاده الرسولي: ” فرح الإنجيل”. نصيحتي لكل واحد منكم أن يقرأ ويطلع على ما جاء في هذا الإرشاد الرسولي عن المعمودية، يقول البابا فرنسيس بهذا الخصوص:
” بفضل نعمة المعمودية، يضحي كل عضو في شعب الله تلميذًا مرسلاً (راجع مت 28، 19). كل معمّد، مهما كان دوره في الكنيسة أو مستوى تنشئته في الإيمان، هو عنصر فعال في عمل نقل “فرح الانجيل”. ويركز البابا فرنسيس على الدور الذي يترتب على كل معمد وليس فقط على الكهنة، الأساقفة أو اللاهوتيين: إذ كل مسيحي هو “حامل المسيح” – حامل رسالة.
أيها الأحباء،
في هذا المكان المبارك، نحيي كل الجهود المبذولة من أجل تطوير موقع المعمودية، وجعله منطقة جذب سياحي، وقد تم قبل أسابيع اجتماع بين معالي وزير السياحة ورؤساء الكنائس في المملكة، وهيئة تنشيط السياحة واللجنة الملكية للمغطس ووسائل الاعلام. وهذه المكونات الخمسة: الوزارة والكنائس والهيئة واللجنة والاعلام هي تعمل بتناغم، واننا نبارك هذا التوجه بتأسيس لجنة موحدة بينها جميعاً. فالأردن بلد مقدس. وأرض مقدسة، ومياه مقدسة، وقيادة حكيمة وانسان عزيز كريم وهو يستحق منا كل الجهود في سبيل التطوير والاصلاح السليم والتعاون الدائم.
أحيي معكم كل الجهود التي تبذل ، في عملية التطوير السياحي الديني لبلدنا، وبخاصة في هذه الاشهر التي تسبق زيارة قداسة البابا . دعونا نعمل بروح الفريق الواحد، لكي نكوّن صورة رائعة لبلدنا الحبيب ، في الاستعداد والتحضير لاستقبال ضيف جلالة الملك ، ضيف الاردن، وضيف الاردنيين جميعا. ولا ننسى أن نصلي من أجل قداسة البابا الذي طلب الصلاة عندما أعلن عن زيارته الوشيكة حيث سيحتفل بقداس حبري في 24 أيار المقبل في إستاد عمان الكبير.أرجو أن أراكم جميعاً من جديد.
أيها الإخوة جميعاً،
كل عام وأبناؤنا في الأردن وفي المهجر وهم بخير
كل عام والبلاد العربية في سلام واستقرار.
وبكل فرح نمنحكم بركتنا الرسولية: باسم الأب والإبن والروح القدس .
البطريرك فؤاد الطوال
بطريرك القدس للاتين