نسمي عيد اليوم ب”دخول يسوع المسيح إلى الهيكل”، وفي تراثنا الشرقي” نسميه عيد “اللقاء” لقاء يسوع المسيح مع سمعان الشيخ وحنة النبيّة بمشاركة العذراء مريم ويوسف الصدّيق.
ففي الهيكل أعلن سمعان الشيخ عندما حمل يسوع المسيح الى الهيكل بعد أربعين يوما من ولادته “الآن تطلق عبدك بسلام أيها السيد، لأن عيني قد رأيتا خلاصك”، هذا النشيد نردده مرارا في طقوسنا وخصوصا في نهاية صلاة الغروب. والكاهن يردده عندما ينتهي من الاحتفال بالذبيحة الإلهية وهو يخلع ثياب الخدمة.
لم يكن يسوع المخلص، بحاجة ليتقدس، لأنه منبع القداسة. لكنه كإنسان قدمته أمه مريم إلى الهيكل ليكون مثالا للذين سيكونون أخوته وأخواته، أعضاء جسده السري، أبناء وبنات العائلة الكبرى أي الكنيسة. وصار هذا تقليدا مقدسا عند كل المسيحيين أن يقدموا أولادهم للهيكل ليباركهم الكاهن.
كان سمعان رجلا بارا صلى كثيرا ليعاين المخلص، إنها رغبة كل إنسان وصلاته اليومية.
إن رغبة معاينة المخلص، هي صلاة المؤمن اليومية، فالصلاة لا تكون بترداد كلمات نعرفها غيبا ولا هي طلبات متكررة نرفعها الى لله، إنها رغبة حارة في أن نعاين ملكوت الله وهي موقف داخلي مليء بالرجاء. لقد وعدنا يسوع بالملكوت كما جاء في لوقا الإنجيلي: “وأنا أوليكم الملكوت كما ولاّنيه أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي” (لو 22/29). هذا الملكوت لن يأتي، إلا بالروح القدس فما من أمر يحدث في الكنيسة من دون الروح القدس الذي هو كنز الصالحات ورازق الحياة، لأننا بفضل حلوله واقتنائه نرتقي إلى الملكوت.
لقد تم أول لقاء بين الله وسمعان الشيخ، الذي يمثل البشرية كافة، في هيكل أورشليم. لذلك نعتبر أن الكنيسة هي مسكن الله، فيها يلتقي المسيح معنا ويقدم لنا ذاته، ونحن نرفع له قرابيننا وذواتنا. عندما ندخل الكنيسة نشعر وكأننا نزور السماء، نتحد بالمسيح مع القديسين والقديسات الذين سبقونا إلى المجد الإلهي.
الكنيسة هي مسكن العائلة السماوية، يلتقي فيها أخوات وأخوة يشكلون معا العائلة البشرية. لقد أسس يسوع المسيح الكنيسة ليوحد البشر وليجعلهم جماعة واحدة، لذلك لا يكون الإنسان مسيحيا إلا إذا انتمى إلى جماعة مع أخوات وأخوة في شركة روحية واحدة، يتحدون معا في يسوع المسيح: “إنّا قبلنا المعمودية جميعا في روح واحد لنكون جسدا واحدا” (1كو12/13).
اللقاء في الكنيسة حول مائدة الرب يؤسس في قلب المؤمنين والمؤمنات مملكة الله الجديدة وبداية لحياة جديدة بالروح القدس.
اليوم بحاجة إلى أن يدخل المسيح الى قلوبنا وعائلاتنا ووطننا …
ففي ظل التحديات التي يتعرض لها وطننا الحبيب لبنان نؤكد على اهمية قيام حكومة وحدة وطنية تأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي يتعرض لها وطننا نتيجة الاعمال الارهابية واعمال الخطف والتهديد. ومع المؤسف ان مدينتنا زحلة بشكل خاص والبقاع بوجه عام يعاني من الانفلات الامني وتكاثف اعداد النازحين السوريين دون تنظيم او تعداد او مراقبة.
لكل هذه الاسباب نهيب بالمسؤولين المبادرة الى تشكيل حكومة انقاذ تعمل في الفترة المتبقية لانتخاب رئاسة الجمهورية وحماية المؤسسات والاستجابة لمطالب المواطنين. كما يهمنا ان تكون لزحلة كلمتها المسموعة في صحة التمثيل وتأمين الخدمات واعطاء الحقوق لكل الطوائف لا سيما فيما خص الوزارات السيادسة. وهل أوفى من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في دفاعها عن المؤسسات ومطالبتها الدائمة بأخذ دورها كاملاً في النهوض بالوطن؟
آمل ان يستمع المسؤولون الى مطالبنا لما فيه خير الوطن وسلامته.