أودُ أن نطرَحَ على أنفُسنا بعضَ الأسئِلةِ حولَ علاقةِ سرِّ الافخارستيا الذي نَحتفِلُ بهِ بِحياتنا، ككَنيسةٍ وأفرادٍ مسيحيين: كيفَ نعيشُ الافخارستيا؟ هل يلمُسُ هذا السرُّ حقًا قلبَنَا وحياتَنا ويجعلُنا أكثرَ تشبُّهًا بالمسيح؟ هناكَ علاماتٌ ملموسةٌ جدًا لفَهمِ كيفيَّةِ عَيشِنا لهذا السرّ. العلامَةُ الأولى هي طريقتُنا في النَظَرِ للآخرينَ وتقديرِنا لهُم. فهَل يَحمِلُني سرُّ الافخارستيا الذي أحتَفِلُ بهِ لأشعُرَ بهِم جميعًا كإخوةٍ وأخوات؟ هل يَدفَعُني للذهابِ نحوَ الفُقراءِ والمَرضى والمُهمَّشين؟ هل يُساعدُني هذا السرَّ لأرَى فيهِم وَجهَ يسوع؟ العلامةُ الثانيّة هي النِعمَة بأن نشعُرَ بأننا نِلنا الغُفرانَ ومُستعدون للمَغفِرة. ففي الخُبزِ والخَمرِ اللذَينِ نقدِّمُهُما ونَجتمِعُ حولَهُما تَتَجدَّدُ في كلِّ مرةٍ تَقدِمةُ جسدِ المسيحَ ودمِه لِمغفِرَةِ الخطايا، ويَنفَتِحُ قلبُنا على مُسامحَةِ الإخوةِ والمُصالحَة. أما العلامةُ الأخيرةُ فَنجِدُها في العلاقَةِ بينَ الاحتفالِ الافخارستيّ وحياةِ جماعاتِنا المسيحيَّة. إذ علينا أن نَتَذكَّر دائمًا أن الافخارستيا هي هبَةٌ من المسيحِ الذي يَحضُرُ بينَنا ويجمَعُنا حولَهُ ليُغذيَنا بكلمَتِه وحياتِه، ومِنها تَنبَثِقُ رسالةُ الكنيسةِ وهويَّتُها. لنَعِش الافخارستيا إذًا بروحِ إيمان وصلاة وكُلُّنا يقينٌ بأنَّ الربَّ سيُتمِّمَ ما وَعَدَ بهِ.

*

أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ منالشرق الأوسط. لنَسمَح للمَسيحِ الحاضِرِ في سرِّ الافخارستيا بأَن يُحوِّلَنا ويَقودَنا لِنَخرُجَ منذَواتِنا فلا نخشى أَن نُعطيَ ونَتَشارَك ونُحِبّ!

© Copyright - Libreria Editrice Vaticana

ماذا نعني بقولنا " قامَ يسوعُ بالجسد ؟ "

قيامة يسوع ، سرّ الإيمان . لا بل هي هذه القدحة التي فجّرت الإيمان ونشرتْ شظاياهُ النورانيّة في كلّ أرجاء الخليقة والكون . وصارت هي : نقطة إنطلاق وبدء الحياة الجديدة . لا أريدُ أن أطرح هذا الموضوع بطريقةٍ أكاديميّة مملّة ، بل وضع نقاط واضحة تعطي للسرّ – إن أردنا القول – وضوحيّته الكاملة .. وسيكونُ هذا الموضوع بجزأين فقط .