منذ أن تمّ انتخاب الحبر الأعظم فرنسيس وهو يقوم بإصلاحات في الكوريا الرومانيّة ولكنّه انطلق من إصلاح العقليّة الرومانيّة وطريقة التفكير قبل أن يدخل في تغييرات هيكليّة.
وقد بدأ البابا فرنسيس عمليّة الإصلاح هذه بتشكيل مجموعة الثمانية كرادلة التي ستهتمّ بإصلاح الكوريا وبالقضايا المهمّة.
ويلمس هذا الإصلاح بشكل أساسي ثقافة السلطة في الكنيسة إذ تخلّى البابا فرنسيس عن هيئة الكوريا الرومانيّة الوسيطة وأنشأ شبكة موازية يعملان معًا على اتّخاذ القرارات.
ولأنّه يؤمن في حريّة العمل والتحرّر من السلطات لم يقبل أن تُحدّد أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان له جدول أعماله بل فرض نظامه الخاصّ فراح يعقد لقاءات رسميّة وغير رسميّة في دار القديسة مارتا حيث يُقيم.
كما قرّر البابا فرنسيس أن يقطع العلاقات السياسيّة بين إيطاليا والكرسي الرسولي ولا يرغب في استردادها.
ورفض البابا المناصب العالية في هيكليّة الفاتيكان إلّا أنّه لا يُعارض الترقية الداخليّة إذا كانت نابعة عن مهارات حقيقيّة يستحقّها الشخص ولا لأنّه من المفترض أن يعلوَ مرتبة.
ومن ضمن القرارات التي اتّخذها الحبر الأعظم هي الحدّ من تسمية كهنة الأبرشيّات في العالم “مونسنيور” ولن يُعطى هذا اللقب الشرفي إلّا للكهنة الذين يبلغون خمسة وستّين عامًا وأكثر، ويُحاول الحبر الأعظم أن يكسرَ من عنجهيّة المتمسّكين بالسلطة وتغيير هذه الثقافة، ولا يخاف البابا من أن يكون له أعداء إن قام بمثل هذه الخطوات.
وتجدر الإشارة إنّ إتقان البابا فرنسيس فنّ الإدارة يعود إلى خبراته الدينيّة في رهبنة رفاق يسوع في الأرجنتين.
كما وأنّه على الرغم من أنّ الحبر الأعظم يقوم بكلّ تلك الإصلاحات بالطريقة الصائبة إلّا أنّ تحويل المواقف والذهنيّات قد يحتاج إلى أكثر من سدّة بطرسيّة واحدة.