بماذا يوحي إليكم قرار المحكمة هذا؟
هذا يعني أن القضاة ليسوا مقتنعين بالمسار الحالي للجدار الفاصل، الذي يقترحه الجيش الإسرائيلي. يمنحنا ذلك المزيد من الأمل، ونأمل أن تقرر المحكمة تبني إحدى الخيارات الأخرى، بحيث يتسنّى للمسيحيين البقاء في وادي كريمزان. سنذهب الآن إذا إلى الجلسة المقررة في 30 تموز المقبل، حاملين المزيد من الأمل.
ماذا يعني هذا القرار بالنسبة لسكّان وادي كريمزان؟
يعني أن ما قاموا به حتى الآن قد أعطى نتيجة. لقد نجحت صلاتنا، أيام الآحاد وأيام الجمعة، في أن تجعل الله ينير ضمائر وقلوب قضاة المحكمة وجميع الناس، وأن تتم ممارسة الضغط على إسرائيل. لدينا من ناحية أخرى بعض المخاوف، ذلك أن الحكومة الإسرائيلية سقدم رسالتها في 10 نيسان، بينما ستقام الجلسة لمناقشتها في 30 تموز. قد يعني ذلك أنهم خائفون من زيارة قداسة البابا الذي يقف دائماً إلى جانب العدل وإلى جانب قضيّة كريمزان والشعب الفلسطيني. نرجو أن لا تكون زيارته مجرّد حجة لتأجيل القرار النهائي.
بمناسبة ذكرك لقداسة البابا، ماذا ستمثل زيارته هذه بالنسبة للأرض المقدسة؟
الأب الأقدس هو أبٌ للجميع، لذا فإنه يعلم بحاجاتهم المختلفة. تحدثنا كثيراً مع الأب الأقدس عن الأوضاع التي نمر بها، وقد مررت إليه رسالة بنفسي، أثناء مشاركتي معه في قداسه اليومي في بيت القديسة مرتا، ووضحت فيها ماهية الأوضاع التي يمر بها المسيحيون في فلسطين وخاصة المهددين منهم بفقدان أراضيهم وأملاكهم إذا ما قررت المحكمة الإسرائيلية ذلك. إنه دائماً إلى جانبنا، ويعلم جيداً بتاريخنا. يقدّم لنا قداسة البابا دعمه الكامل، ربما ليس بصورة مباشرة حتى هذه اللحظة، لكنني أعلم جيداً، وبصورة غير مباشرة، أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني. وأنا متأكد أنه سيقول ويعمل شيئاً لأجل المسيحيين هنا عندما يأتي لزيارتهم في شهر أيار المقبل.
للتنديد بهذا المشروع الإسرائيلي، قررتم خلال الأشهر الماضية الإحتفال بالقداس الإلهي في الوادي نفسه. ما الذي تنوون القيام به الآن، وأنتم تنتظرون الجلسة القادمة؟
سوف نستمر في الذهاب مع أبناء رعيتنا للصلاة إلى الربّ تحت أشجار الزيتون، إلى أن يستجيب لنا. لقد أصغى الربّ إلينا، لكننا نريد أن نتابع هذه الصلاة، إلى أن يصدر قرار المحكمة العليا. سنستمر كذلك في التحدث مع السلطات الدينية والمدنية، التي نرجو أن تمارس هي أيضاً ضغطاً على إسرائيل. لأن قضيتنا هي قضيّة سياسيّة لا قضائيّة. نحن مقتنعون بأن القاضي سوف يتبع ما يقوله له الجيش، لكن مع القرار الذي صدر عن المحكمة اليوم، نأمل أن يأخذ القضاة قراراً عاماً يصب في مصلحة السلام، في قضية تخص جماعة رهبانية تعمل لأجل السلام، حتى مع الجيش الإسرائيلي.
ماذا سيحدث إذا صادقت المحكمة العليا على المسار الحالي للجدار الفاصل؟
نتمنى أن لا تخلص المحكمة إلى هذه النتيجة. ولكن إذا حدث وتمّ ذلك، فإنّ جميع أبناء وأحفاد هذه العائلات الفلسطينية سيضطرون إلى ترك البلاد والذهاب للعيش في أوروبا أو أمريكا. مهما حدث، فإنَّهم لن يستطيعوا البقاء في الأرض المقدَّسة. لأن المساحة التي تضمّها منطقة بيت لحم، وحيث تقطن الغالبية العظمى من المسيحيين، لا تتجاوز 16 كيلومتراً مربَّعاً. في مساحة ضيّقة كهذه، لا يستطيع المرؤ أن يفلح أرضاً أو حتى أن يبني بيوتاً، لأنّ الجدار الفاصل يحيط بجميع البيوت التي تعود للمسيحيين والمسلمين الذين يسكون في منطقة بيت لحم. بذلك، لن يعود لدينا مستقبل في الأرض المقدَّسة، وستضحي هذه الأرض فارغة من سكّانها.
في رأيكم، هل تُظهر قضية كريمزان هذه، مدى الصعوبة التي يواجهها المسيحيون في العيش هنا؟
بالنسبة لنا، فإننا نعتبر أنفسنا سكان فلسطين. نحن فلسطينيون 100%. لذلك فإننا نعيش جيّداً إلى جانب المسلمين في هذه الأرض المقدسة. هنالك بعض المشاكل. هذا أمر صحيح. لكن مشكلتنا الكبرى هي الإحتلال. على سبيل المثال، أنا كاهن ولا أستطيع الذهاب إلى مدينة القدس في سيارتي. كانت لدينا رياضة روحية يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في القدس، وثلاثة من كهنتنا لم يستطيعوا المشاركة فيها لأن الجيش الإسرائيلي لم يسمح لهم بالمرور على الحواجز. بذلك، فإن مشاكلنا الرئيسيّة تأتي من الإحتلال الإسرائيلي الذي يقيّد حريّتنا وحريّة دخولنا إلى القدس والوصول إلى الأماكن المقدّسة، وحتى العمل في القدس، إذ يجب البحث عن عمل في بيت لحم. والواقع هو أنه من الصعب إيجاد عمل في بيت لحم، وإذا حالف الحظ أحدهم فوجد عملاً هناك، فإنه سيتقاضى ولا شك راتباً منخفضاً جداً. نتيجة لذلك، فإن مسيحيي الأرض المقدسة في حاجة دائمة إلى المساعدة التي تمدهم بها الكنيسة ومؤسسة كاريتاس الوطنية. ومن هنا أيضاً فإن بناء هذا الجدار سوف يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وإذا كانوا يعاملون الكهنة بهذه الطريقة، بإمكانكم أن تتخيّلوا كيف سيعاملون المسيحيين العلمانيين وسائر سكان فلسطين.