ركّز البابا اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا على موضوع الموت سائلاً الله أن يمنحنا النعم الثلاث: أن نموت في الكنيسة، أن نموت وملؤنا الرجاء وأن نترك إرثًا عن الشهادة المسيحية.
علّق البابا في عظته على القراءة الأولى من سفر الملوك الأول (2: 1-12) وهي تشير إلى وفاة داود بعد أن قضى حياته في خدمة شعبه وأكّد البابا على ثلاثة أمور: بأنّ داود توفّي “بين شعبه”، عاش حتى آخر يوم من حياته “منتميًا إلى شعب الله”. لقد خطىء ودُعي خاطئًا إنما لم ينفصل يومًا عن شعب الله.
وأضاف البابا: “إنه خاطىء نعم ولكنه ليس خائن! إنها نعمة بأن نبقى حتى النهاية شعب الله وبأن نحظى بنعمة الموت في الكنيسة، في قلب شعب الله وهذه هي النقطة الأساسية التي أودّ أن أستهلّ بها. إنها نعمة أن نموت في البيت أو في الكنيسة، إنها نعمة ممنوحة لنا ولا يمكن أن نشتريها… نحن خطأة، نعم، كلنا خطأة إنما لسنا بخونة! لسنا بفاسدين من الداخل والكنيسة هي أم”.
وقال البابا: “الفكرة الثانية هي أنّ “داود توفي بسلام” واثقًا بأنه سيذهب “إلى الجانب الآخر مع “آبائه” وهذه نعمة أخرى: الموت في الرجاء… إنّ القديسة تريزيا الطفل يسوع قالت في أيامها الأخيرة بإنها كانت تعاني صراعًا في نفسها عندما كانت تفكّر في المستقبل حول ما ينتظرها بعد الموت في السماء إنما كان الرجاء هو المعزّي لها”.
وأما الفكرة الثالثة التي تطرّق إليها البابا هي الإرث الذي تركه داود على عكس العديد من الفضائح التي نسمعها اليوم فها إنّ داود يترك إرثًا لمدة أربعين عامًا من شعب موحّد وقويّ. ثم سأل البابا الحاضرين: “ما هو الإرث الذي سأتركه لمن سيأتون من بعدي؟ إرث حياة؟ هل قمت بأشياء صالحة سيعتبروني فيها الناس كأب أو أم بالنسبة إليهم؟ هل زرعت شجرة؟ هل أعطيت الحياة والحكمة؟ هل دوّنت كتابًا؟ داود قال لابنه قبل أن يموت: “تشدد وكن رجلاً واحفظ أوامر الرب إلهك لتسير في طريقه وتحفظ فرائضه ووصاياه وأحكامه وشهادته”.
وختم البابا قائلاً: “هذا هو الميراث: شهادتنا التي نتركها كمسيحيين للآخرين. والبعض منا يتركون إرثًا عظيمًا: لنفكّر في القديسين الذين عاشوا الإنجيل بهذه القوة، فتركوا لنا طريقة لعيش الحياة كإرث. ها هي الأشياء الثلاثة التي يمكن أن نفكّر فيها عندما نقرأ هذا المقطع حول موت داود فلنسأل الرب النعمة بأن نموت في المنزل، أن نموت في الكنيسة؛ أن نسأله نعمة أن نموت وفي قلبنا الرجاء؛ أن نسأله النعمة بأن نترك إرثًا جميلاً للبشرية، إرثًا يجسّد شهادة حياتنا المسيحية. نسأل الله أن يمنحنا بشفاعة القديس داود هذه النعم الثلاث!”