أكد البابا أنه لأمر مفيد أن نقرأ التطويبات التي أعلنها يسوع بالقرب من بحيرة الجليل. صعد يسوع الى الجبل وشرع يحدث الجموع، وهو بذلك يظهر وكأنه المعلم الإلهي، وكأنه موسى الجديد. ماذا كشف لنا يسوع من خلال تعليمه هذا؟ كشف لنا طريق الحياة، لا بل الطريق الذي هو يمثله وهو طريق السعادة الحقة. مثل يسوع التطويبات خلال حياته منذ ولادته حتى موته على الصليب، فكل وعود الله تحققت به.
شرح البابا أن يسوع بإعلانه التطويبات يدعونا لنسير معه على طريق المحبة التي وحدها تؤدي الى الحياة الأبدية. نحن نعلم أن هذا الطريق صعب ولكن الرب يؤكد أنه معنا ولن يتركنا أبدًا. تظهر في حياتنا اليوم أشكال عيش القداسة كالفقر، والمعاناة والاضطهادات وغيرها من التحديات…ولكن إن أفسحنا المجال لدخول المسيح الى حياتنا سنعيش السلام والفرح.
تحمل تطويبات يسوع على حد قول البابا الحداثة الثورية، والنموذج للسعادة على عكس ما تنقله الينا وسائل الإعلام اليوم، فالرأي الدنيوي يسخر من أن الله قد تجسد ومات على الصليب من أجلنا، وهنا من يناديهم يسوع بالطوباويين هم “الضائعين” والضعفاء.
شدد فرنسيس على أن يسوع ينادينا لكي نستجيب لعرضه أي للحياة، الطريق التي نود أن نسلكها لكي نبلغ الفرح الحقيقي، وهذا تحد كبير للإيمان. لم يخف يسوع أن يخيّر تلاميذه ما بين أن يتبعوه أم أن يختاروا طريقًا آخر وهنا تجرأ سمعان بطرس وأجابه: “يا رب الى من نذهب وعندك كلام الحياة الأبدية” (يوحنا 6، 68).
“إن علمتم كيف تقولون “نعم” ليسوع، فسيصبح لحياتكم معنى، وستعطي ثمارًا جمة.”