صدم تقرير لجنة حقوق الطفل التابعة للامم المتحدة في جنيف الكثير من المؤمنين الكاثوليك حول العالم. فقد عبر عن “قلق عميق حيال التجاوزات الجنسية ضد الأطفال التي يرتكبها أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية”. وقد رد مندوب الكرسي الرسولي في مقر الامم المتحدة في جنيف المونسنيور سيلفانو توماسي في مقابلة مع اذاعة صوت الفاتيكان ان تقرير اللجنة “يمكن القول عنه انه اعد سلفا، قبل اللقاء مع وفد الكرسي الرسولي”.
ومما لا شك فيه أن الأطفال كضحايا لإرضاء الغريزة الجنسية عند البالغين هو وباء يطال الكثيرين من جميع الطبقات والمهن والأديان والطوائف العرقية في جميع أنحاء العالم!!وهو طبعاً عمل مستهجن للغاية عند كل نفس تعشق الخير عامةً و الإنسان خاصةً.
ولكن في هذا التقرير ما يوحي بما يفتقد للكثير من المصداقية : فالاعتداء الجنسي على الأطفال بين الكهنة أمر نادر للغاية، و هو يطال فقط 0.3٪ من مجموع رجال الدين. هذا الرقم، الذي ورد ذكره في ما يعتبر الدراسة الأكثر شمولا حتى الآن في هذا الشأن سلط الضوء عليه العالم الغير الكاثوليكي ، فيليب جينكينز ، كجزء من كتابه (بيدوفيل و الكهنة).
جينكينز يؤكد أن العزوبة لا تحمل علاقة سببية مع أي نوع من الإدمان الجنسي المنحرف بما في ذلك الاعتداء الجنسي على الأطفال. ووفقا ل”المنطق السليم الموضوعي” ليس هناك دليل على أن الكهنة الكاثوليك هم أكثر عرضة لهذه الآفة من الأطباء، أو أي بالغين في مؤسسة أخرى تكون في وضع يمكّنها من السلطة أوالإحتكاك مع الأطفال.
والمحزن في موضوع التقرير أنه يتناول تشدد الكنيسة في تعاليمها حول الأخلاق الجنسية، ويعتبرها جزء من المشكلة !!! حسنا، في الواقع ، يتجذر تعليم الكنيسة عن الأخلاق الجنسية في كرامة الشخص البشري و توخيه الخير من النشاط الجنسي البشري . هذا التعليم يدين الاعتداء الجنسي على الأطفال في جميع أشكاله ، تماما كما يدين جرائم جنسية أخرى . وبعبارة أخرى، لو طُبق هذا التعليم الذي يُنتقد الكثير من بنوده اليوم، لما كان هناك مشكلة استغلال الاطفال جنسيا على الإطلاق.
من الواضح أن الكنيسة تدافع عن الطفل من لحظاته الأولى في الرحم حتى يصبح ذاك المعمِّر الذي يُراد التخلص منه اليوم تحت إسم “الموت الرحيم”.
ومن المفارقة أن يهاجم التقرير الكنيسة بإسم الأطفال فيما يطالب بحق إجهاضهم أي قتلهم في الرحم!!!
…وملؤنا الوعي أن الكنيسة هي مستشفى للخطأة و ليست متحف للقديسين نحمل بثقة إدانة الحبرين الأعظمين البابا بنديكتس السادس عشر و البابا فرنسيس لحالات الإعتداء تلك والتي حصلت من قبل رجال دين ، و نؤمن أن الموضوع يُتابع بحكمة وتروٍ.
في هذه الأثناء، نصلي للكهنة المنتشرين في الأصقاع الأربع من حقل العالم متيقنين أننا “كنيسة حجاج في هذه الأرض، نخضع لسوء الفهم تارةً و للاضطهاد تارةً أخرى، ولكننا نبقى دوماً كنيسة تمشي بهدوء وصفاء لأنها تحمل قوة الحب”.