تأثير وثيقة الأمم المتحدة على أعمال الكنيسة الكاثوليكية (2)

بحسب الأب هانس زولنر

Share this Entry

حصدت وثيقة الأمم المتحدة حول حقوق الأطفال والتي تختص بالكرسي الرسولي وقد نشرت في جنيف صدى كبيرًا في العالم. وثيقة لا تقتصر على تقييم ما قامت به الكنيسة في مكافحة وباء التحرش بالقاصرين، بل هي تتهم الأخلاق الكاثوليكية بقضايا منها الإجهاض والمثلية الجنسية. في هذا الإطار أجاب الأب هانس زولنر، وهو المسؤول عن مركز حماية الأطفال في جامعة الغريغوريانا عن أسئلة راديو الفاتيكان.

***

في العديد من الأجزاء، تهاجم الوثيقة بشكل مباشر الأخلاق الكاثوليكية. برأيكم، ما هو مصدر هذا الهجوم؟ هل يوجد أي انجراف إيديولوجي كما، على سبيل المثال، كان قد أكد المونسنيور توماسي في جنيف؟

للأسف، بحسب ما نسمع في الأخبار، حسمت رئيسة اللجنة الموقف بشكل تام قائلة أن الكنيسة لا تبذل جهدًا كافيًا. بطبيعة الحال إن الموضوع هو هل نحن نرى النصف الممتلئ أم النصف الفارغ من الكوب؟ تقود الكنيسة الكفاح ضد التحرش كما لم تفعل أي مؤسسة عالمية أخرى. كان هناك الكثير من الأخطاء، والخطايا والجرائم من قبل أعضاء الكنيسة، بمن فيهم الكهنة. ولكن أن نقول أن الكنيسة لم تحرك ساكنًا لا يبدو رأيًا موضوعيًّا! يبدو لي ذلك وكأنه محاولة لإلحاق ضرر ما…ولكن يمكننا أن نؤكد بأن جهود الكنيسة لم تؤخذ على محمل الجد! هذا أمر غير مفهوم! هناك لغط كبير: صورة كنيسة تعمل وكأنها عضو مسيطر على كل كاثوليكي، وعلى كل كنيسة محلية، وعلى كل رعية، وكل أبرشية…كلا ليس الأمر هكذا! أنا أرى تناقضًا في الوثيقة: فمن جهة يعترفون بدور الكنيسة ومن جهة أخرى يطالبون بأن تتحكم بكل النفقات التي يحتاجها الأطفال وكأن البابا مسؤول عن توقيع جميع الميزانيات! إنها أشياء غير مقبولة! لذلك فإن تقييم هذه الوثيقة معقّد، ففيها اتهامات ظالمة وغير متناسبة.

للأسف الأطفال هم يوميًّا ضحايا للحروب والمجاعات في العديد من البلدان. برأيكم، لماذا التركيز على هذه المسألة فقط عن القاصرين المتعلقة بالفاتيكان؟

تفسيري هو التالي: تظهر الكنيسة كحامية للقيم الإنسانية وأي إساءة تضعنا في حالات نجبر فيها على الاعتراف بأن الكثيرين لا يعيشون بحسب ما نقترح أو نعلم. لذلك هناك ما يبرر بالطبع تعليقات وسائل الإعلام. من جهة أخرى، ينظر الى الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها كائن واحد: إذًا، إن كنت كاهنًا، لدي بعض المسؤولية تجاه الكهنة، فإن ارتكب أحدهم التحرش توجه أصابع الاتهام لي أيضًا بطريقة أو بأخرى، لأنني أشكل جزءًا من هذا الكيان. هناك ما يدور حول صورة الكنيسة هذه ولا أحد بحسب اعتقادي يمكنه أن يحكم على تركيز وسائل الإعلام على الكنيسة الكاثوليكية ولكن ذلك يدفعنا الى التقدم، وعلى عدم إبطاء جهودنا المشتركة مع العديد من الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة داخل الكنيسة وخارجها الذين يساعدوننا لنجعل الكنيسة كيان حقيقي، حقيقة يمكن للأطفال أن يعيشوا فيها ما نقله لنا يسوع كمهمة، حيث نحميهم، وهذا النمو لا يجب أن توقفه الجرائم والخطايا.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير