عام مضى على استقالة البابا الفخري بنكتس السادس عشر في 11 شباط 2013 وأتى قراره مفاجأة للعالم بأسره. ولهذه المناسبة قام الأب فيديريكو لومباردي مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي وأمين السر الشخصي للبابا رئيس الأساقفة غيورغ غاينسفاين بالتحدث عن هذه الذكرى التي تبدو وبعد مضي عام على إعلان الاستقالة رمزًا للشجاعة والتواضع.
من جهة، أوضح رئيس الأساقفة غاينسفاين الذي لا يزال يرافق البابا الفخري، أنّ قرار الاستقالة كان ثوريًا وشجاعًا وهو كان يعلم بخبر الاستقالة من قبل إنما طلب منه البابا وقتئذٍ بأن يتحفّظ عن الأمر. “لقد كان اليوم الأخير من حبرية البابا يومًا مؤلمًا جدًا بالنسبة إليّ” ويتابع ليقول بأنه سرعان ما انبعث في قلبه الأمل والرجاء عندما رأى التأثير الكبير الذي يقوم به البابا فرنسيس على العالم أجمع وفهم بعد مضي عام على استقالة البابا الفخري بأنّ تصرّفه هذا كان ثوريًا وشجاعًا مكللاً بالتواضع.
ومن جهته، أعرب الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بأنّ البابا الفخري يعيش حياة هادئة بعيدة من الأضواء وإنما لا يعيش في العزلة فهو يردّ على كل الاتصالات والرسائل الموجهة إليه ويتحادث مع كل المقربين منه، هو يقرأ ويصلي ويتأمل حتى إنه يعزف لموزارت وبيتهوفين على البيانو. والأهم من ذلك، هو أنّ هذا البابا القديس لا يزال يحافظ على بسمته المشرقة وهدوئه الروحي اللذين يؤثّران في كل من يلتقيه. وأكّد بأنه على تواصل روحي وثيق مع البابا الحالي وهو لا ينفكّ أن يهديه المسبحة الوردية عندما يراه طالبًا منه أن يشدد الكهنة على أهمية الصلاة.
البابا فرنسيس يتابع مسيرة سلفه بروح الخدمة والتواضع ولا يفوّت فرصة التقائه ليطلب منه الصلاة من أجله ويجيب البابا بندكتس: “أنا ممتنّ لهذا الرباط الروحي الوثيق بيني وبين البابا فرنسيس. إنّ مهمتي الأخيرة والوحيدة هي مرافقة بابويته بالصلوات”.