كلّ من يدافع عن المسيحيين يموت قتلاً!

“أنا أعلم جيدًا أنني سأُقتل لكني أقدّم حياتي للمسيح وللحوار بين الأديان”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

شاهباز باتي هو الوزير المسيحي الباكستاني الذي قُتل على يد إسلاميين متطرفين في الثاني من آذار 2011 وهو من قال يومًا: “أنا أعلم جيدًا أنني سأُقتل لكني أقدّم حياتي للمسيح وللحوار بين الأديان” وعندما توفّي وُجد في وصيته الروحية: “لم أعد خائفًا. أقدّم حياتي هبة للمسيح. لا أريد مراكز السلطة، بل أريد مكانًا لي عند قدميّ يسوع. فإذا استخدم المسيح السلطة لم يستخدم سوى سلطة القلب”.

وأما اليوم فقد تم القبض في أيلول الفائت على مشتبهين بهما هما حمد عديل وعمر عبدالله واعترفا بأنهما شاركا في مقتل شهباز باتي. إنما ومع اقتراب موعد المحكمة، أعلن شقيق شهباز بالي بأنه يتم تهديده من قبل حزب الطالبان بعد أن تابع مهمة أخيه في الدفاع عن حرية الأديان. وكان قد اضطلع بدور مهم جدًا عندما ساعد رمشة مسيح وهي شابة مسيحية قام الإمام بطردها من قريتها لأنها تجدّف عازمًا على طرد كل المسيحيين من المنطقة.

وبعد، لم يبقَ أحد من المقرّبين من الوزير باتي إلاّ وتمّ تهديده بشتى الوسائل إن من خلال إرسال رسائل تهديدية مباشرة أو مضايقات وملاحقات لمنع إتمام المحكمة. إنّ الوضع يبدو حرجًا جدًا في باكستان وصرّح الأستاذ حميد بأنّ الطالبيين لا ينفكّون عن القول: “لقد حررتم رمشة والآن أنتم تقومون باتهام زملائنا. سوف تتلقون درسًا لن تنسوه على هذا العمل”. وبالرغم من كل ذلك، لم يتأثّر المحامي في كل هذه التهديدات وقال: “بول باتي شقيق شهباز باتي هو خارج البلاد، يعجز عن العودة إلى باكستان، شاهدنا الرئيسي مهدد بالقتل ونحن شخصيًا نتلقّى التهديدات اليومية. ماذا يمكن أن نتوقّع من هذه المحاكمة؟ هذا لا يمكن أن يؤدي إلى شيء”.

وأعرب صحفي مجهول الهوية: “إنّ الرسائل التي يبعث بها حزب الطالبان إلى الشهود الذين سيمثلون أمام المحكمة هي شبيهة بتلك التي أودعت في مكان مقتل الوزير شهباز باتي… عندما تمّ قتله، قام احتجاج كبير في كل أنحاء البلاد ضد هذا الظلم الرهيب واليوم الشيء نفسه يتكرر. وماذا تفعل أمة باكستان حيال هذا الأمر! هل سنكتفي بالجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر خاصتنا وكتابة التقارير قائلين: “يا لها من مأساة تمرّ فيها هذه البلاد” أم علينا أن ننزل إلى الشوارع ونصرخ: “كفى، كفى إهراق دماء”.   

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير