يخبرنا الفصل الخامس من إنجيل مرقس عن إحياء يسوع لفتاة عمرها 12 سنة قائلا لها “طاليتا قوم!” أي يا صبية قومي، ومن هذه الجملة استوحت مجموعة من الراهبات إسم منظمة تساعد الفتيات والنساء اللواتي وقعن ضحية الاتجار بالبشر. تقول الأخت كاستالوني وهي منسقة جماعة “طاليتا قوم”: “فتحت الراهبات منازلهن لاستقبال ضحايا الاتجار بالبشر، منهن من استطعن الهرب وأخريات استطاعت الراهبات انقاذهن.”
تسعى جماعة الراهبات اليوم وبعد مرور خمس سنوات على إنشاء “طاليتا قوم” ليس فقط الى حماية الضحايا بل الى محاولة منع الإتجار بهن. اعتمدت الراهبات بعضهن على بعض لتقوم كل جماعة بالعمل الموكل اليها، وكل منهن لها أماكن تستطيع أن تؤمنها للمساعدة كالمدارس والمستشفيات، وحتى الأديار.
تضيف الأخت كاستالوني قائلة: “ما الذي يمكنه أن يدعمنا لنقف ضد ظاهرة الإتجار؟ مبادرات الوقاية التي نتحصن بها إذ لدينا المدارس حيث يمكننا أن نعلم شبابنا ونثقفهم ونعطيهم قيمًا أعلى من العروض النقدية التي يتلقونها من المتاجرين.” هذه البرامج تستهدف البلدان الأكثر عرضة لظاهرة الإتجار، وفكرة الراهبات تقتضي على توعية المجتمع حتى لا يقع في شباك الاتجار.
ختمت كاستالوني بالقول: “نحن ملتزمات بالعمل ضد الاتجار بالبشر لأنه يدوس على كرامة أبناء الله. نحن نؤمن بأن كل شخص لديه الحق في ان يحترم لكونه خلق على صورة الله ومثاله، فالإتجار بالبشر يعاملهم كأشياء، كسلع وبضائع تباع وتشترى.” في خضم هذه الشبكات الإجرامية المنتشرة تعتبر الجماعة نفسها “كشبكة خلاص” ستظل تناضل لوضع حد للإجرام.