“يمكن للمؤمن أن يفقد إيمانه بسبب عواطفه وغروره” هذا ما افتتح به البابا عظته اليوم من دار القديسة مارتا، وقال أن قراءة اليوم تجعلنا نفكر بشقين: الأول “من عبادة الأصنام الى عبادة الله” والثاني “من عبادة الله الى عبادة الأصنام.” وكذلك تأمل فرنسيس بإنجيل اليوم الذي يحدثنا عن المرأة الكنعانية الوثنية التي طلبت من يسوع أن يخرج الشيطان من ابنتها.
شرح البابا أن الأم كانت يائسة وأمام تدهور صحة أحد أولادها تقوم الأم بأي شيء لتنقذه ولكن يسوع يجيبها بنبرة قاسية قائلا: “دَعي البَنينَ أَوَّلاً يَشبَعون، فلا يَحْسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب.” ولكن هذه السيدة، وبحسب قول البابا، لم ترتد الجامعات، ولكن فهمت فورًا وعلمت كيف تجيب، لا من ذكائها بل من موقفها كأم ومن محبتها فقالت: “نَعَم، يا ربّ، ولكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال”. لم تخجل المرأة ومن أجل إيمانها حرر يسوع ابنتها من الشيطان.
“أصرّت المرأة على يسوع ومن قلب وثنيتها ومن أجل صحة ابنتها وجدت الله الحي. هذه رحلة شخص يبحث عن الله ويجده، والرب باركها. كم من أشخاص يسيرون على هذا الطريق وينتظرون الرب! الروح القدس هو من يدفعهم على هذا الطريق، كل يوم في القداس يبحث أشخاص عن الرب، بصمت، لأنهم يدعون الروح القدس يقودهم اليه!” ولكن أحيانًا لا يكون الوضع هكذا، أضاف البابا، فسليمان مثلا وهو الرجل الحكيم الذي باركه الله بنعم كثيرة، ماذا حل به؟ كان يحب النساء كثيرًا وكانت عشيقاته كثيرات فمِلنَ قلبه ليعبد آلهة أخرى، فضعف ايمانه بعكس أبيه داود.
“ضعف قلبه وفقد ايمانه. الرجل الأكثر حكمة في العالم ترك الله ليتبع أهواءه مع أن سليمان كان يؤمن بالله وكان باستطاعته تلاوة الكتاب المقدس عن غيب، الهدف ليس تلاوة قانون الإيمان مثلا، فيمكننا أن نقوله من دون أن نشعر بالإيمان في داخلنا.” على عكس أبيه الذي كان خاطئًا وسامحه الله، لم يسأل سليمان الحكيم السماح بل فضل اتباع أهواءه وعلاقاته الحميمة وعاش بالفساد بعيدًا عن الله، “فأنتم تفقدون الإيمان بملئ إرادتكم.”
أخيرًا ختم البابا طالبًا من المؤمنين أن يقتدوا بالمرأة الكنعانية وألا يسمحوا للفساد بالدخول الى قلوبهم وإبعادهم عن الطريق الصحيح وتوجيههم الى عبادة الأصنام.