إنّ يسوع الناصريّ ، كإنسان عينيّ ، لا يمكنُ تصوّره من غير جسده. وإذا أردنا تجنّب الظاهريّة المسيحانيّة ، فكلّ السُبل تمرّ بـ “جسدانيّة القيامة ” . وهنا المسألة الوحيدة هي ، في طريقة تصوّر ” جسدانيّة القيامة- جسد القائم “.
في كتاب YOUCAT (التعليم المسيحي الكاثوليكيّ للشبيبة) ، طُرح سؤالٌ عن كيفَ تكونُ قيامة أجسادنا ؟ وجاءَ الجواب ، بإنّ ذلكَ : سرّ ! . والصورة التي يمكنُ أن تساعدنا على تقبّل الفكرة ، أنّه لدى مشاهدة بصلة أقحوان (توليب) ، لا يمكننا أن نعرف إلى أيّ زهرة ٍ رائعة الجمال ستتحوّل بعد نموّها في الأرض المظلمة .
إذن ، الجسد ليسَ لعبة قديمة تُهمَل من بعد الموت والفناء ، بل تتحوّل. لكن ، سنشعُر بالتأكيد بعنصرنا الطبيعيّ . فالمسيح ذاته لم يكن وجوده في ” الجسد ” حدثا عابرًا . إذ عندما أظهَر ذاته ، رأى التلاميذ سماته الجسديّة (لكن بطريقةٍ بعيدة عن سمات الجسد العضويّ البيولوجيّ ! )
إذا أرادَ رسّام أن يصفَ ” قيامة المسيح ” ، فمؤكّد أنه سيرسم لوحة ً يظهر فيها المسيح المنتصر ، محطّما القبرَ وصاعدًا إلى السماء ! كما يصوّرها ماتيّاس غرونفالت (حيث يخرج المسيح ممجّدا ) . لا يمكنُ تصوّر يسوع القائم كــ”سوبر مان ” ، أو كــ”الرجل الوطواط ” (BATMAN)، الذي يطيرُ ويظهرُ ، هنا وهناك، بسرعةٍ بلمح البصرْ . فإن فكّرنا بهذا الأسلوب ، فنحنُ كمَن يفكّر تفكيرًا أخرقا، يعودُ بنا إلى تصوّر وثنيّ ، أو أسطورة من الأساطير ، لا منطق ولا مصداقيّة ، وسيضيع الإيمان .