وجّه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من روما تحية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ودولة رئيس الحكومة السيد تمام سلام مهنئاً على الحكومة الجديدة، كما توجّه بالشكر والتقدير الى الجيش اللبناني الذي جنّب لبنان كوارث اضافية آملا بانطلاقة جديدة في لبنان تقوم على الثوابث الوطنية.
كلام غبطته جاء مساء أمس خلال رعايته الحفل السنوي لرعية مار مارون – روما، بمناسبة عيد القديس مارون، بمشاركة سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري وسفير لبنان في ايطاليا شربل اسطفان والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد ونائبه كاهن الرعية المونسنيور طوني جبران وعددا من الدبلوماسيين الاجانب ورئيس هيئة الاركان في الجيش الايطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو الذي شغل منصب قائد قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اضافة الى رؤساء الوكالات الرهبانية في روما وحشد من ابناء الجالية اللبنانية والعربية في روما.
وفي كلمته قال غبطته: “يسعدني ان اكون فيما بينكم للاحتفال هذه السنة بعيد مار مارون والمشاركة في هذا اللقاء الذي يجمعنا، وكنا قد صلّينا يوم العيد على نيتين: الاولى ان يكون لنا حكومة جديدة تبشّر بانطلاقة نحن حلول الازمات الكثيرة في لبنان، وتساهم في تسهيل الطريق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، وكل ما سمعناه منذ اعلان التشكيل من تصاريح، توحي بان الامور تذهب نحو الافضل، وكنا نفضّل لو كانت كل القوى اللبنانية مشاركة في هذه الحكومة كي يكتمل مشهد وحدة العائلة اللبنانية الذي نؤكد على وجوب استمرارها والمحافظة عليه. اني احيي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على حكمته ورئيس الحكومة تمام سلام على صبره وتمنى للحكومة الجديدة التوفيق في خدمة لبنان واللبنانيين.
اما النيّة الثانية، تابع غبطته، فكانت الصلاة من اجل ان ينعم الله علينا في لبنان بالمطر والثلوج وهو لا شك يستجيب، فعطايا الله لا حدود لها وهي تجيب على الصلاة العميقة التي يرفعها المؤمن اليه. فالصلاة هي قوتنا وهي التي تجمعنا بالله ، وهذا ما علمنا اياه شفيعنا الناسك مار مارون الذي كان يشفي كل الامراض بصلاته، وما ويعلمنا اياه اليوم قداسة البابا فرنسيس رجل الصلاة الذي يدعونا للصلاة والصوم من اجل وقف الحروب واحلال السلام في العالم.
واضاف الكردينال الراعي: “اريد ان اتوجّه بالشكر والتقدير الى الجيش اللبناني، حامي الوطن، الذي جنّب لبنان مؤخرًا كوارث كبرى اضافية كادت تحصل لولا سهره وتضحياته ولولا مساعدة العناية الالهية، واحيي على رأس الجيش، العماد جان قهوجي. واننا نصلي دائما من اجل الجيش اللبناني كي يبقى سياج الوطن وشرف ابنائه وكرامتهم، ونسأل الله ان يعضده ويساعده كي يستطيع مواصلة هذه المسؤولية الخطيرة مع سائر القوى الامنية في الوقت الذي نشهد فيه فلتانًا امنيًا رهيبًا يهدد جميع اللبنانيين.
وختم نيافته: نتطلّع كلنا الى مستقبل افضل في لبنان وقد اصدرنا “مذكرة وطنية” لقيت قبول جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين وقد سمّوها “خريطة طريق”. اننا نجدد املنا بالانطلاق معًا من جديد يدا بيد، مدركين وواعين ومخلصين للثوابت الوطنية التي تشكل ضمانة صمود بيتنا اللبناني واساسه. ولا يجب ان ننسى امجاد لبنان وما حقّقه منذ انشائه على مدى 94 سنة، اكان على المستوى الداخلي او العربي او الدولي، لمجرّد اننا نمرّ ببعض الازمات الطارئة والعابرة.
وكان المونسنيور طوني جبران القى كلمة ترحيب تحدث فيها عن الحضور اللبناني في ايطاليا الذي يشكل نموذجًا للتعاون والوحدة بين جميع الطوائف والذي يعطي مثالا ناصعًا عن حقيقة لبنان، معبّرًا عن فرح وفخر الجميع بحضور غبطة البطريرك الراعي الذي يمثّل اليوم ضمير كل لبناني حرّ مؤمن بوحدة لبنان بكافة طوائفه، هو الذي يجمع ويجسّد القيم التي يؤمن بها كل لبناني مخلص للبنان.