“إنّ الصبر على المحن هو ممكن إذا أصغينا إلى كلام يسوع” هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا أثناء احتفاله بالقداس الإلهي مؤكّدًا أنّ يسوع يثق بنا دائمًا بالرغم من كلّ ما نملك من نقاط ضعف.
علّق البابا على القراءة الأولى من رسالة القديس يعقوب (1: 12-18) الذي قال فيها “الشهوة إذا حبلت ولدت الخطيئة، والخطيئة إذا تمّ أمرها ولدت الموت” قائلاً: “التجربة، من أين تأتي التجربة؟ كيف تعمل فينا؟ يقول الرسول بإنّ التجربة ليست من عند الله إنما تأتي من عواطفنا ومن ضعفنا الداخلي ومن جروح الخطيئة الأصلية. وللتجربة ثلاث خصائص: النمو والعدوى وتبرير ذاتها. كيف تنمو؟ يسوع بذاته حدّثنا عن مثل القمح والزؤان. نما القمح ونما الزؤان أيضًا الذي وضعه العدو. والتجربة هكذا تنمو وإن لم نتبّه للأمر فسوف تسيطر علينا بالكامل”.
بالإضافة إلى ذلك، تابع البابا فرنسيس بإنّ التجربة تبحث عن أخرى لترافقها في المسير فيصعب الخروج منها وهذا ما حصل مع الرسل في إنجيل اليوم (مرقس 8: 14-21) عندما أخذوا يتجادلون فيما بينهم ويلومون بعضهم لأنه لا خبز عندهم بينما أخذ يسوع يوصيهم أن يتبصّروا ويحذروا خمير الفريسيين وخمير هيرودس. وأما هم فأصرّوا أن يتجادلوا بأمر الخبز لأنهم لم يتبصّروا لكلام الله”.
وزاد قائلاً: “وهكذا عندما نتجرّب لا نسمع كلام الله. لا نفهمه. ويسوع أراد من معجزة تكثير الخبز أن يفهمهم أما هم فبقيت قلوبهم عمياء وآذانهم صمّاء. عندما نتجرّب وحدها كلمة الله تخلّصنا. علينا أن نصغي إلى الكلمة التي تفتح لنا الآفاق… ويسوع هو دائمًا حاضر من أجل أن يعلّمنا كيف نخرج من التجربة. إنّ يسوع لعظيم لأنه لا يخرجنا من التجربة فحسب بل يمنحنا الثقة أكثر”.
وأضاف البابا: “هذه الثقة هي قوّة كبيرة لنا عندما نكون مجرَّبين: الرب ينتظر. نسأل الرب اليوم أن يصبر علينا تمامًا مثلما صبر على التلاميذ قائلاً: “كفاكم قلقًا. تذكّروا بما قمت به من أجلكم في ذلك اليوم. إرفعوا عيونكم، أنظروا إلى الأفق، لا تنغلقوا على أنفسكم بل تقدّموا نحو الأمام وهذه الكلمات تساعدنا على ألاّ نقع في الخطيئة يوم التجربة”.