هل يدمر الإيمان "فرحة الإكتشاف " عند العلماء؟؟

في الوقت الذي يتردد فيه صدى ليتورجية الكون في قلب المؤمن تهليلاً و تسبيحا ، قاتمة تصبح الرؤية عندما نسمع أحد العلماء يعلن أن الإيمان بوجود الخالق من شأنه أن يدمر ” فرحة الاكتشاف”!!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حسناً ،لصديقنا العالم الملحد نقول: أن كل عالم مؤمن يستطيع أن يشهد كيف أن من يدرس ظواهر الكون ويكتشف أشياء جديدة عن الخلق إنما يختبر باستمرار سببا جديدا لعيش الفرح بحكمة الخالق و محبته للإنسان، ومع كاتب المزمور ترنم نفسه “السماوات تعلن مجد الله ؛والفلك يخبر بعمل يديه ” ( مزمور 19:01 ) 

الله أعطى الانسان القدرة العقلية و التحليلية ليتلمس، بفهم، محبته له: وعند أي إكتشاف يتهلل المؤمن، مع علمه أنه, وهو هذه الخليقة الترابية، إلاَ أن الرب أعطاه أن ينظر إلى فوق، نحو السماوات، متأملاً أعماله وجمالها و سبر غور الكثير من أسرارها… ولا يعيش كسائر الحيوانات المتطلعة إلى أسفل،المنشغلة فقط بغرائزها. ومع تمييزه للإنسان لم ينس الله أن يشمل بعنايته حتى تلك المخلوقات الغير عاقلة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان: في البراري والمدن المسكونة، على الأرض وفي البحار… أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الفائقة.

وعلاوة على ذلك ، بنور الإيمان ، يصدق العاقل وعد الله له: أنه سوف يرى الوجه المنشود يوماً ، وأنه سوف يقضي معه أبدية سعيدة في سمائه.
و ما أدراك ما هي سماء هذا الخالق الأعظم : ” ما لم تره عين و لم تسمع به أذن و لم يخطر ببال بشر ….” ( 1 كورنثوس 2: 9 ) و بالرجاء ،يتوقع تحقيق هذه الوعود : يأمل بأنه بنعمة ربه سوف يرى ثمار جميع أعماله الصالحة ، جميع أفكاره الخيّرة ، وجميع رغباته الطيبة، لأن الرب يأخذ بعين الاعتبار حتى توقنا وكل مشتهى.

مع كل اكتشاف، رغبة العاقل المؤمن في معرفة المزيد عن الخلق تنمو، بنفس الشوق الذي يفتح فيه القارىء فصلاً جديداً من رواية مشوقة لكاتب يثق بمهارته.
لكن في المقابل ، فكرة التشكيك في المؤلف و قدرته على جودة العمل سيقلل من سعادة هذا القارىء و حماسه في اكتشاف ما سوف يلي…. وفيما يبقى فرح كل إكتشاف: عابر و بلا هدف في قلب صديقنا الملحد ، سوف تصدح ” فرحة الاكتشاف” نفسه في قلب ذاك “العاقل” المؤمن أبدية بكاملها.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير