وجّه البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي تحية إكبار واحترام الى ارواح شهداء الجيش اللبناني الذين يسقطون دفاعًا عن لبنان وعن كرامة وامن شعبه متمنيًا الشفاء العاجل لكل جرحاه. وحيا غبطته من روما رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والحكومة الجديدة.
كلام الكردينال الراعي جاء خلال حفل اقامه سفير لبنان في روما شربل اسطفان لمناسبة زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى روما لعقد لقاءات تعاون مع قيادة الجيش الايطالي دعمًا للجيش اللبناني ولاعداد المؤتمر الدولي الذي تنوي ايطاليا استضافته في بداية نيسان المقبل من اجل تعزيز ودعم الجيش اللبناني في اطار مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تشكّلت في نيويورك في 25 – 11- 2013. وقال نيافته: “اود توجيه تحيّة اكبار الى الجيش اللبناني بشخص قائده الحاضر معنا اليوم، واقدم له بإسم الجميع التعازي بسقوط شهيدين له منذ يومين ورجل مدني كان في مكان التفجير في منطقة الهرمل واتمنى الشفاء العاجل للجرحى. فكلما سقط شهيد للجيش ازداد الجيش وقيادته مناعة وقوة، وازددنا قناعة بان الجيش هو وحده الذي يحمي اللبنانيين ويحمي كرامتهم وهو سياجهم الوحيد. وتحضرني فكرة روحية من الانجيل اتتني حين تلقيت خبر الاعتداء على حاجز الجيش وهي ان يسوع المسيح يوم رُفع على الصليب وطُعن بالحربة، وهو كان ميت، كان جوابه ان جرى من صدره لجهة قلبه دم وماء، وقرأت الكنيسة فورًا في الدم غسْل العالم من خطيئته والغفران ومنحه الغذاء لحياته في القربان، وقرأت في الماء المعمودية التي تغسل خطايا البشر، ويتابع الانجيل “وتتم الآية، سينظرون الى الذين طعنوه”. وهذا يعني، تابع غبطته، حتى ان الذين يطعون الجيش سيتطلّعون اليه يومًا ما، وسينظرون الى الذي طعنوه. كل الشعب اللبناني الذي يدعم الجيش وكل من هم مستعملون ليكونوا ضد الجيش، سيأتي يوم ويتطلّعون الى هذا الجيش وسيجدون فيه كلّهم، أكانوا ارهابيين ام سياسيين او من وراءهم، خلاصهم وسوف يلجأوون اليه، مثلما نلجأ نحن الى المسيح الاله المتجسّد ونتطلّ اليه بعد ان نكون قد طعناه بخطايانا. وختم البطريرك الراعي: “لذلك اريد ان احيي الجيش واتمنى له ان يواصل بحكمة قيادته النضال من اجل لبنان ومحبتهم اكثر فأكثر لهذا الوطن الغالي، فدم الشهداء هو بذار المواطنة. الله هو من يعزي عائلات الشهداء لانهم يقدمون بإيمان قرابين من بيوتهم على مذبح الوطن في سبيل خلاصه، على الرغم من ان خسارتهم كبيرة ولا تعوّض. فخلاصنا الوحيد هو الجيش اللبناني وهو كرامتنا، والله يبارك هذا الجيش ويعضده ويحميه، وعلينا ان نرافقه بمؤازرتنا وبتضامننا وبصلاتنا اليومية.”
وكان السفير اسطفان قد القى كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على حضوره وعلى “رعايته لكل لبنان من خلال المذكرة الوطنية التي اعلنها من بكركي ورسم فيها خريطة خلاص للبنان وجعل منها رافعة سياسية لقيام حكومة وحدة وطنية بعد طول مخاض والتي يؤمل منها ان تقود الى استحقاقات اخرى تكمل صورة لبنان الذي نريد”. ونوه السفير اسطفان “بتضحيات الجيش اللبناني وبدوره الثابت في مكافحة الارهاب وفي تجنيب لبنان الكوارث بفضل حكمة وشجاعة قيادته”، متوجهًا “بتحية تقدير الى القائد الاعلى للجيش اللبناني البطل، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان”. ورحّب السفير اسطفان بحضور الكردينال بيتر إردو رئيس مجلس اساقفة اوروبا وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري وبالدبلوماسيين وبقائد الجيش الايطالي الاميرال بينيللي مانتيللي ورئيس الاركان الجنرال كلاوديو غراتسيانو وممثل وزير الخارجية الايطالية السفير الدو اماتي اضافة الى المعتمد البطريركي في روما المطران فرنسوا عيد ورئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه ورؤساء الوكالات الرهبانية في روما وعدد من الكهنة والضباط اللبنانيين الذين يشاركون في دورات متخصصة في روما.
ومساء التقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الوكالة البطريركية في روما رئيس الحكومة الايطالية السابق ماسيمو داليما وقنصل فلسطين الفخري خليل التوبات، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان غبطته استقبل ايضا بعد ظهر اليوم سفير اوستراليا لدى الكرسي الرسولي جون انطوني جيرارد ماكارتي ثم سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى الفاتيكان لورانس ارغيمون بيستر وعرض معهم للاوضاع العامة في لبنان والشرق الاوسط.